2 - القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة إذا نظرنا إلى أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقواله تجاه الصحابة نجده قد أعطى كل ذي حق حقه، فهو يغضب لله ويرضي لرضاه وكل صحابي خالف أمر الله سبحانه تبرأ منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما تبرأ مما صنع خالد بن الوليد في قتله بني جذيمة، وكما غضب على أسامة عندما جاءه ليشفع للمرأة الشريفة التي سرقت، فقال قولته المشهورة: " ويلك أتشفع في حد من حدود الله؟ والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها، إنما أهلك من كان قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه و إذا سرق الوضيع أقاموا عليه الحد. " ونجده صلى الله عليه وآله وسلم أحيانا يبارك ويترضى على بعض أصحابه المخلصين ويدعو لهم ويستغفر لهم، كما نجده يلعن البعض منهم الذين يعصون أوامره ولا يقيمون لها وزنا أحيانا أخرى، مثل قوله " لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " وذلك عندما طعنوا في تأميره ورفضوا الالتحاق بجيشه بحجة أنه صغير السن.
كما نجده صلى الله عليه وآله وسلم يوضح للناس ولا يتركهم يغتروا ببعض الصحابة المزيفين، فيقول في أحد المنافقين: " إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من المرمية ". وقد يتوقف فلا يصلي على أحد الصحابة الذين استشهدوا في غزوة خيبر ضمن جيش المسلمين، ويكشف على حقيقته ويقول. " إنه غل في سبيل الله " ولما فتشوا متاعه وجدوا فيه خرزا من خرز اليهود.