أنظر إلى هذا التعصب الأعمى الذي لم يترك لهم سبيلا للتحقيق العلمي والخضوع للحق، فأصبحوا يسمون رواة هذا الحديث، وهم أئمة الهدى من العترة الطاهرة، بالزنادقة والخوارج ويتهمونهم بوضع الحديث!
وهل لنا أن نسألهم، ما هو هدف الزنادقة والخوارج من وضع هذا الحديث الذي يجعل كتاب الله - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مرجعا لكل شئ؟؟
والعاقل المنصف يميل إلى هؤلاء (الزنادقة والخوارج!!) الذين يعظمون كتاب الله ويجعلونه في المرتبة الأولى للتشريع، أحسن له من الميل إلى " أهل السنة و الجماعة " الذين يقضون على كتاب الله بأحاديث مكذوبة وينسخون أحكامه ببدع مزعومة.
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا الكهف: 5 فالذين يسمونهم زنادقة وخوارج هم أهل بين النبوة أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين وصفهم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم أمان الأمة من الاختلاف فإذا خالفتهم قبيلة صارت حزب إبليس وذنبهم الوحيد هو أنهم تمسكوا بسنة جدهم ورفضوا ما سواها من البدع البكرية والعمرية والعثمانية والمعاوية واليزيدية و المروانية والأموية، وبما أن السلطة الحاكمة كانت وزنادقة وأن يحاربوهم و ينبذوهم، ألم يلعن علي وأهل البيت على منابرهم ثمانين عاما؟؟ ألم يقتل الحسن بسمهم والحسين وذريته بسيوفهم؟؟
ودعنا من الرجوع إلى مأساة أهل البيت الذين لم تنته مظلمتهم بعد، ولنعد إلى هؤلاء الذين يسمون أنفسهم " أهل السنة والجماعة " والذين ينكرون حديث عرض السنة على القرآن، فلماذا لم يسموا أبا بكر " الصديق " من الخوارج أو من الزنادقة؟ وهو الذي أحرق الأحاديث وخطب في الناس قائلا: " أنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه " (1)