حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة أهل السنة ومما يدلنا على أن أئمة المذاهب الأربعة من أهل السنة هم أيضا خالفوا كتاب الله وسنة النبي الذي أمرهم بالاقتداء بالعترة الطاهرة، فلم نجد واحدا منهم لوى عنقه وركب سفينتهم وعرف إمام زمانه.
فهذا أبو حنيفة الذي تتلمذ على الإمام الصادق والذي اشتهر عنه قوله: لولا السنتان لهلك النعمان نجده قد ابتدع مذهبا يقوم على القياس والعمل بالرأي مقابل النصوص الصريحة.
وهذا مالك الذي تلقى هو الآخر عن الإمام الصادق، ويروى عنه قوله: ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفقه وأعلم من جعفر الصادق، نجده قد ابتدع مذهبا في الإسلام وترك إمام زمانه الذي يشهد بنفسه أنه أعلم وأفقه الشر في عصره.
فقد نفخ في روعه الحكام العباسيون وسموه إمام دار الهجرة فأصبح مالك بعدها صاحب الجاه والسلطان والحول والطول.
وهذا الشافعي الذي يتهم بأنه كان يتشيع لأهل البيت فقد قال في حقهم تلك الأبيات المشهورة:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له