أما بعد، فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة، وحدث في الإسلام حدث عظيم، ولا يوم كيوم قتل الحسين فكتب إليه يزيد:
وفي رد معاوية على ابن أبي بكر كما في رد يزيد على ابن عمر نجد نفس المنطق و نفس الاحتجاج. وهو لعمري أمر ضروري يقره الوجدان، ويدركه كل عاقل ولا يحتاج في الحقيقة إلى شهادة معاوية وابنه يزيد.
فلولا استبداد أبي بكر وعمر على علي، لما وقع ما وقع في الأمة الإسلامية، و لو تمكن علي من الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحكم المسلمين لتواصلت خلافته إلى سنة أربعين للهجرة أعني ثلاثون عاما بعد النبي (1). وهي مدة كافية لإرساء قواعد الإسلام بكل أصوله وفروعه، ولتمكن (عليه السلام) من تطبيق كتاب الله وسنته رسوله بدون تحريف ولا تأويل.
ولما وليها بعد وفاته غير سيدي شباب أهل الجنة الإمام الحسن والإمام الحسين وأولاده المعصومين بقية الأئمة (عليهم السلام) ولتواصلت خلافة الراشدين ثلاثة قرون، لم يكن بعدها للكافرين والمنافقين والملحدين تأثير ولا وجود، ولكانت الأرض غير الأرض والعباد غير العباد، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يبقى هناك دائما اعتراض من بعض " أهل السنة والجماعة " على هذا الاحتمال وذلك من وجهين: