كان يجهر بالبسملة في الفاتحة والسورة التي بعدها، كما ثبت أيضا من طريق " أهل السنة والجماعة " بأنه كان يبالغ في الجهر بالبسملة حتى في الصلاة السرية، فثبت بذلك أنها هي السنة النبوية الصحيحة، فمن تركها فقد ترك الواجب وأبطل صلاته، لأن مخالفة السنة هو الضلال، فما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
ولنا بعد هذا عدة مآخذ على روايات الصحابة التي تخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدة أمثلة ذكرنا البعض منها في أبحاث سابقة وسنذكر البعض الآخر في أبحاث لاحقة. والمهم في كل ذلك أن نعرف بأن " أهل السنة والجماعة " يقتدون بأقوال وأفعال الصحابة.
أولا: لإيمانهم بأن أقوالهم وأفعالهم هي سنة ملزمة.
ثانيا: لاشتباههم في أن ما قاله الصحابة وما فعلوه لا يخالف السنة النبوية، لأن الصحابة كانوا يحكمون بآرائهم وينسبون ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يتمكنوا من التأثير في النفوس ويأمنوا معارضة المعارضين.
وإذا كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو المعارض الوحيد الذي حاول بكل جهوده في أيام خلافته إرجاع الناس للسنة النبوية بأقواله وأفعاله وفضائه، ولكن بدون جدوى لأنهم شغلوه بالحروب الطاحنة فلم ينته من حرب إلا وأشعلوا له حربا أخرى، ولم ينته من حرب الجمل حتى أسعروا حرب صفين ولم ينته من صفين حتى أشعلوا حرب النهروان ولم ينته منها حنى اغتالوه في محراب الصلاة.
وجاء معاوية للخلافة وكان همه الوحيد هو إطفاء نور الله، فعمل بكل جهوده للقضاء على سنة النبي التي أحياها الإمام علي (عليه السلام)، وأرجع الناس لبدع الخلفاء وخصوصا البدع التي سنها هو لهم، وعمل على سب علي (عليه السلام) ولعنه حتى لا يذكره ذاكر إلا بما هم مشين.
يذكر المدائني أن بعض الصحابة جاء إلى معاوية فقال له: " يا أمير المؤمنين، إن عليا (عليه السلام) مات وليس هناك شئ تخافه، فلو رفعت هذا