بشتم ولعن علي بعد كلا صلاة. فكان ابن عمر يشفي غليله ويروي حقده الدفين وهو يسمع ذلك فيرتاح قلبه ويهدأ روعه.
ولذلك نجد مذهب أهل السنة والجماعة يفتون بالصلاة وراء البر والفاجر، وراء المؤمن والفاسق وذلك استنادا لما فعله سيدهم وفقيه مذهبهم عبد الله بن عمر في صلاته وراء الحجاج الزنديق والخارجي نجدة بن عامر.
أما ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ن فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما (1). فيضرب به عرض الجدار.
وليست هذه الخصال الأربعة - حفظ القرآن، وحفظ السنة، وقدم الهجرة، وقدم الإسلام - ولا واحدة منهن توجد في هؤلاء الذين بايعهم ابن عمر وصلى بإمامتهم لا معاوية ولا يزيد ولا مروان ولا الحجاج ولا نجدة الخارجي.
وهذه طبعا من السن النبوية التي خالفها عبد الله بن عمر وضرب بها عرض الجدار وعمل بعكسها تماما إذ أنه ترك سيد العترة الطاهرة عليا الذي اجتمعت فيه كل هذه الخصال وأكثر منها فنبذه وراء ظهره ويمم وجهه شطر الفساق والخوارج والملحدين أعداء الله ورسوله واقتدى بصلاتهم!
وكم لعبد الله بن عمر فقيه أهل السنة والجماعة من مخالفات لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولو شئنا لجمعنا في ذلك كتابا مستقلا، ولكن يكفينا ذكر بعض الأمثلة من كتبهم وصحاحهم حتى تكون حجتنا بالغة. خلاف عبد الله بن عمر للكتاب والسنة:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله (الحجرات: 9) وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين.
فيخالف عبد الله بن عمر نصوص القرآن والسنة النبوية كما يخالف إجماع