أهل السنة لا يعرفون السنة النبوية أيها القارئ العزيز، لا يستفزك هذا العنوان، فأنت بحمد الله تمشي على طريق الحق لتصل في النهاية إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى. فلا تدع وساوس الشيطان، ولا الغرور بالنفس، ولا التعصب المقيت يستولي عليك ويصدك عن الوصول إلى الهدف المنشود والحق المفقود وجنة الخلود.
وكما قدمنا في ما سبق بأن المتسمين بأهل السنة والجماعة هم القائلون بخلافة الخلفاء الراشدين الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. هذا ما يعرفه الناس اليوم.
ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن علي بن أبي طالب لم يكن معدودا عند أهل السنة من الخلفاء الراشدين، لا ولم يعترفوا حتى بشرعية خلافته.
وإنما ألحق علي بالخلفاء الثلاثة في زمن متأخر جدا، وذلك في سنة ثلاثين ومائتين للهجرة في زمن أحمد بن حنبل.
أما الصحابة من غير الشيعة والخلفاء والملوك والأمراء الذين حكموا المسلمين من عهد أبي بكر وحتى عهد الخليفة العباسي محمد بن الرشيد المعتصم، لم يكونوا يعترفون بخلافة علي بن أبي طالب أبدا، بل منهم من كان يلعنه ولا يعتبره حتى من المسلمين وإلا كيف يجوز لهم سبه ولعنه على المنابر؟ وقد عرفنا سياسة أبي بكر وعمر في إقصائه وعزله كما قدمنا، ثم جاء عثمان بعدهما فأمعن في احتقاره أكثر من صاحبيه والتقليل من شأنه حتى هدده مرة بالنفي كما نفى أبا ذر الغفاري. ولما ولي معاوية أمعن في سبه ولعنه وحمل