* الأول أنهم يقولون بأن ما وقع هو الذي اختاره الله وأراده، ولو أراد الله أن يقود المسلمين علي والأئمة من ولد (عليم السلام) لكان ذلك، وهم يرددون دائما " الخير في ما اختاره الله " * الثاني أنهم يقولون: لو تولى علي الخلافة مباشرة بعد النبي وأعقبه الحسن و الحسين لأصبحت الخلافة وراثية يرثها الأبناء على الآباء، وهذا لا يقره الإسلام الذي ترك الأمر شوري بين الناس.
وإجابة علي ذلك ولرفع الالتباس نقول:
أولا: ليس هناك دليل واحد على أن ما وقع هو الذي اختاره الله وأراده، بل الأدلة على عكسه ثابتة في الكتاب والسنة، فمن الكتاب مثلا قوله تعالى: " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " (الأعراف: 96)، وكذلك قوله تعالى: " ولو أنهم أقاموا التوراة و الإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " (المائدة: 66). وكذلك قوله تعالى: " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما " (النساء: 147). وقوله: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " (الرعد: 11). وكل هذه الآيات البينات تفيد بأن الانحراف سواء كان على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الأمم هو من عند أنفسهم وليس من عند لله.
ومن السنة النبوية مثلا: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " تركت فيكم كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا " وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " وقوله: " ستفترق أمتي إلى ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ". وكل هذه الأحاديث الشريفة تفيد بأن ضلالة الأمة كانت بسبب انحراف الأمة وعدم قبولها لما اختاره الله لها.
* ثانيا: هب أن الخلاقة الإسلامية كانت بالوارثة فليست هي الوارثة التي يفهمونها بأن يستبد الحاكم على رعيته فيولي عليهم ابنه قبل وفاته ويسميه ولي العهد، ولو كان الوالد والوالد فاسقين بل هي وراثة إلهية من اختيار رب العامين