حديث الثقلين عند أهل السنة كما قدمنا فإن نفس الحديث الذي ذكرناه في الفصل السابق، هو الذي أخرجه علماء أهل السنة والجماعة واعترفوا بصحته في أكثر من عشرين مصدرا من مصادرهم المشهورة.
وإذا اعترفوا بصحة الحديث فقد شهدوا على أنفسهم بالضلالة ضمنيا، لأنهم لم يتمسكوا بالعترة الطاهرة واعتنقوا مذاهب واهية ما أنزل الله بها من سلطان ولا وجود لها في السنة النبوية.
والعجيب من علماء أهل السنة اليوم وبعد انقراض بني أمية وهلاكهم، وفي عصر كثر فيه الاتصال المباشر وتوفرت فيه وسائل البحوث العلمية، فكيف لا يتوبون ويرجعون إلى الله من قريب كي يشملهم قوله سبحانه وتعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (طه: 82).
وإذا كان الناس في القرون الخالية زمن الخلافة مكرهين على اتباع السلطان بالقهر والقوة، فما هو عذرهم اليوم، والسلطان في كل البلاد لا يهمه من أمر الدين شيئا ما دام عرشه مضمونا وهو يتبجح بالديمقراطية وبحقوق الإنسان التي من ضمنها حرية الفكر والعقيدة؟
بقي هناك من علماء أهل السنة المعترضون على حديث الثقلين المذكور،