فقال أبو بكر: والله لا أشم سفا سله الله على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه، ثم أمره فمضى من وجهه إلى مسيلمة (1).
ومن هنا سمى أهل السنة والجماعة خالدا ب " سيف الله المسلول ولو أن خالدا عصى أمر الرسول وحرق الناس بالنار ضاربا بالسنة عرض الجدار.
فقد أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن النار لا يعذب بها إلا الله، وقوله أيضا: لا يعذب بالنار إلا ربها (2).
وقد قدمنا أن أبا بكر كان يقول قبل موته: يا ليتني لم أحرق الفجاءة السلمي!
ونحن نقول يا ليت سائلا يسأل عمر بن الخطاب ويقول له: إذا كنت تعرف أنه لا يعذب بالنار إلا الله، فلماذا أقسمت غداة وفاة الرسول لتحرقن بيت الزهراء بمن فيها أو يخرجوا للبيعة؟ ولولا تليم علي وأمره الجماعة بالخروج للبيعة لنفذت فيم مرادك.
وإن الشك يداخلني بعض الأوقات فأستبعد أن يكون عمر يعارض أبا بكر فلا يلتفت إليه وإلى معارضته، فهذا غريب. وقد رأينا أبا بكر لا يقف بوجه عمر ولا يثبت أمام معارضته حتى قال له غير مرة: لقد قلت لك بأنك أقوى مني على هذا الأمر فغلبتني ومرة أخرى لما اشتكى إليه المؤلفة قلوبهم فعل عمر بالكتاب الذي كتبه إليهم وأنه بصق فيه ومزقه، وسألوه: أأنت الخليفة أم عمر؟ فقاتل: بل هو إن شاء الله.
ولذلك أقول: لعل المعارض له في أفعال خالد البشعة هو علي بن أبي طالب، ولكن المؤرخين الأولين كانوا كثيرا ما يتحاشون ذكر اسمه فأبدلوه بعمر، كما وردت بعض الروايات المسندة إلى أبي زينب أو إلى رجل ويقصدون به عليا ولا يصرحون بذلك.
وليس هذا إلا مجرد احتمال، أو أننا نقبل قول بعض المؤرخين بأن عمر بن