رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملء بطنه كما صرح هو بذلك وكما فهم النبي منه ذلك عندما أسكنه في أهل الصفة وكلما جئ للنبي بصدقة من الأكل بعث بها إليهم، وكان كما يروي هو عن نفسه كثير الجوع فيعترض طريق الصحابة ويمثل دور المصروع طمعا في أن يدخلوه إلى بيوتهم ويطعموه.
ولكنه اشتهر بكثرة الأحاديث التي يرويها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبلغت مروياته ما يقرب من ستة آلاف حديث، وهذا ما ألفت نظر المحققين إليه ولأنه مع قلة الصحبة روى أحاديث ووقائع لم يحرضها أبدا.
وجمع بعض المحققين مجموع مرويات الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين وأمهات المؤمنين وأهل البيت الطاهرين. فلم تبلغ كلها عشر معشار ما رواه أبو هريرة بمفرده ، (مع العلم بأن من هؤلاء علي بن أبي طالب الذي صاحب النبي ثلاثين عاما).
ومن ثم توجهت إلى أبي هريرة أصابع الاتهام ووصفته بالكذب والوضع والتدليس وقالوا بأنه أول راوية أتهم في الإسلام.
ولكن أهل السنة والجماعة يلقبونه ب " راوية الإسلام ويحترمونه كثيرا ويحتجون به ولعل البعض منهم يعتقد بأنه أعلم من علي وذلك لحديث يرويه هو عن نفسه قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال: أبسط رداءك فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال: ضمه فضممته فما نسيت شيا بعدها (1).
وأكثر أبو هريرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ضربه عمر بن الخطاب بالدرة وقال له: قد أكثرت من الرواية وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله. وذلك لرواية رواها أن الله خلق السماوات والأرض والخلق فعد سبعة أيام، فلما سمع بذلك عمر دعاه وطلب منه إعادة الحديث فلما أعاده ضربه عمر وقال: يقول الله في ستة أيام وأنت تقول في سبعة؟ فقال أبو هريرة: علني سمعته من كعب الأحبار، فقال عمر: ما دمت لا تفرق بين أحاديث النبي وكعب الأحبار فلا تحدث (2).