وعلى الباحثين أن يراجعوا التاريخ بعين البصيرة ومن وجهة النقد البناء الذي يوصلهم إلى الحقيقة بكل تجرد وحياد ولا تأخذهم العصبية المذهبية فيقوموا الأشخاص من خلال الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن أهل السنة والجماعة وهم بنو أمية في الواقع يمسحون الأحداث التاريخية بحديث واحد يضعونه من عندهم ليقطعوا به الطريق على الباحثين فلا يصلون إلى الحقيقة.
وما أسهل أن يقول أحدهم: قال رسول الله لخالد بن الوليد: مرحبا بسيف الله : فيأخذ هذا الحديث المكذوب مأخذه من نفوس المسلمين الأبرياء الذين يحسنون الظن ولا يعرفون خفايا الأمور ودسائس الأمويين، فيتأولون بعد هذا الحديث الموضوع كل ما يقال في خالد من حقائق ويلتمسون لها أعذارا.
وهذا ما يسمى بالتأثير النفسي على الأشخاص وهو الداء العضال الذي يحجب الإنسان عن الحق ويقلب الواقع تماما.
خذ لذلك مثلا، أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل إنه مات على الكفر وإن النبي قال فيه: أبو طالب في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه.
ومن أجل هذا الحديث المكذوب يعتقد أهل السنة والجماعة بأن أبا طالب مشرك وهو في النار ولا يتقبلون بعد ذلك التحليل العقلي الذي يوصلهم إلى الحقيقة وبهذا الحديث تنسف كل حياة أبي طالب وجهاده في سبيل الإسلام من أجل دعوة ابن أخيه حتى عافاه قومه وعاداهم إلى أن رضي بالحصار في شعب مكة لمدة ثلاث سنين مع ابن أخيه يأكل خلالها أوراق الشجر، وتنسف كل مواقفه البطولية وأشعاره العقائدية في نصرة دعوة النبي، وكذلك يعفى كل ما فعله النبي في حق عمه وكيف غسله وكفنه في قميصه ونزل في قبره وسمى ذلك العام بعام الحزن وقال: والله ما نالت مني قريش إلا بعد موت أبي طالب، وإن الله أوحى إلي أن أخرج منها فقد مات ناصرك، فهاجر من مكة في يومه.
وخذ لذلك مثلا أبا سفيان بن حرب والد معاوية، قيل إنه أسلم بعد فتح مكة وقال النبي فيه: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
ومن أجل هذا الحديث الذي ليس فيه فضل ولا فضيلة يعتقد أهل السنة