إليهم وتوصمهم بالنصب والبغض لأهل البيت النبوي، وقد عرف المسلمون كلهم بأن بغض علي من أكبر علامات النفاق.
عند ذلك اضطروا للقول بخلافة علي وألحقوه بركب الراشدين وتظاهروا بمحبة أهل البيت زورا وبهتانا.
وهل من سائل يسأل أبن عمر، لماذا اختلف المسلمون كلهم أو جلهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمن يستحق الخلافة ومن هو أولى بها فاختلفوا في علي وأبي بكر فقط ولم يكن لأبيه عمر ولا ابن عفان سوق رائجة في ذلك العهد؟
وهل من سائل يسأل ابن عمر، إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرك على رأيك، فلا يعدل بأبي بكر أحدا ثم عثمان، فلماذا ولى عليهم قبل وفاته بيومين شابا لا نبات بعارضيه أصغر منك سنا وأمرهم بالسير تحت إمرته وقيادته؟ أتراه يهجر كما قال أبوك؟
وهل من سائل يسأل ابن عمر، لماذا قال المهاجرون والأنصار غداة بيعة أبي بكر لفاطمة الزهراء: والله لو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما كنا نعدل به أحدا، وهو اعتراف من كبار الصحابة بأنهم لا يعدلون بعلي أحدا، لولا ما سبقت بيعتهم التي سموها فلتة. فما هي قيمة رأي عبد الله بن عمر المراهق المغرور الذي لا يعرف كيف يطلق زوجته من آراء كبار الصحابة؟
وأخيرا هل من سائل يسأل عبد الله بن عمر، لماذا اختار جل الصحابة علي بن أبي طالب للخلافة بعد مقتل عمر وقدموه على عثمان، لولا رفضه شرط ابن عوف في الحكم بسنة الشيخين (1).
ولكن عبد الله بن عمر تأثر بأبيه، فقد عاشر خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وهو يرى علي بن أبي طالب مبعدا، ليس له في الجماعة مجلس ولا في الحكومة منصب وقد تحولت عنه وجوه الناس بعد وفاة ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وزوجته سيدة النساء وليس عنده ما يطمع الناس فيه.