وقد اشتهر أبو هريرة في حياته من بين الصحابة بالكذب والتدليس والإكثار من الأحاديث الموضوعة حتى أن بعضهم كان يستهزئ به ويطلب منه وضع الأحاديث لما يريد.
فقد روي أن رجلا من قريش لبس جبة جديدة وأخذ يتبختر فيها ومر بأبي هريرة فقال له: يا أبا هريرة إنك تكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟
فقال أبو هريرة: سمعت أبا القاسم يقول: إن رجلا ممن كان قبلكم بينما كان يتبختر في حلته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة، فوالله ما أدري لعله كان من قومك ورهطك (1).
وكيف لا يشك الناس في روايات أبي هريرة إذا كانت متناقضة، فقد يروي حديثا ثم يروي نقيضه وإذا عارضوه واحتجوا عليه بما رواه سابقا، يعرض عنهم أو يرطن بالحبشية (2).
وكيف لا يتهمونه بالكذب والوضع وقد شهد هو على نفسه بأنه يحدث من جعبته وينسبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أخرج البخاري في صحيحه أن أبا هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، تقول المرأة أما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني، فقالوا: يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
فقال: لا هذا من كيس أبي هريرة (3).
أنظر كيف يبدأ الحديث بقوله: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعد ذلك عندما ينكرون عليه ويستفهمونه، يعترف بوضعه ويقول هو من كيس أبي هريرة!