أثيم * عتل بعد ذلك زنيم * أن كان ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * سنسمه على الخرطوم (القلم: 10 - 16).
وكان الوليد يعتمد بأنه أحق وأولى بالنبوة من محمد فكان يقول: أينزل القرآن والنبوة على محمد الفقير وأترك أنا كبير قريش وسيدها؟
وعلى هذه، مفيدة تربى خالد بن الوليد حاقدا على الإسلام وعلى نبي الإسلام الذي سفه أحلام أبيه وقوض عرشه فشارك خالد في الحروب كلها ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا شك بأن خالدا كان يشارك أباه في اعتقاده بأنه أولى بالنبوة من محمد الفقير اليتيم ولأن خالدا كأبيه من عظماء قريش إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، فلو نزل القرآن والنبوة على أبيه لكان لخالد منهما النصيب الأوفر ولورث النبوة والملك كما ورث سليمان داود.
وقد سجل الله سبحانه اعتقادهم هذا بقوله:
ولما جائهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون * وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (الزخرف: 30 - 31).
فلا غرابة أن يعمل كل ما في وسعه للقضاء على محمد ودعوته وقد رأيناه يجهز جيشا كبيرا بما أتاح له الثراء في غزوة أحد ويكمن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم محاولا القضاء عليه، وقد حاول أيضا عام الحديبية أن يغتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الله سبحانه أفشل مخططاته كلها فباءت بالفشل ونصر نبيه في المواطن كلها.
ولما عرف خالد كغيره من عظماء قريش بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقهر، ورأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا، عند ذلك استسلم للأمر الواقع وفي نفسه حسرة، فكان إسلامه متأخرا إلى السنة الثامنة للهجرة وقبل فتح مكة بأربعة شهور.
ودشن خالد إسلامه بمخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث نهاهم عن القتال فدخل خالد إلى مكة يوم الفتح بعد ما قتل أكثر من ثلاثين رجلا أغلبهم من قريش وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصاهم بأن لا يقتلوا أحدا.