وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم (1) وقال: رب مبلغ أوعى من سامع. وأخرج البخاري أن النبي حرض وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا به من وراءهم (1).
فهل لنا أن نتساءل وهل للباحثين أن يتساءلوا لماذا قتل الصحابي عندما يتحدث بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقطع منه البلعوم؟!
فلا بد أن هناك سرا لا يحب الخلفاء إفشاءه وقد أشرنا إلى ذلك السر في الأبحاث السابقة من كتاب فاسألوا أهل الذكر ونوجز هنا بأنه يتعلق بالنص على خلافة علي.
وليس اللوم على أبي هريرة فقد عرف قدره وشهد على نفسه بأن الله لعنه ولعنه اللاعنون إذ كتم حديث النبي.
ولكن اللوم على أهل السنة والجماعة الذي يجعلون من أبي هريرة راوية السنة ، وهو يشهد بأنه كتمها ويشهد بأنه دلسها وكذب عليها ويشهد أيضا بأنها اختلطت عليه فلم يعرف حديث النبي من حديث غيره.
وهذا كله من أحاديث واعترافات صحيحة جاءت في صحيح البخاري وغيره من صحاح أهل السنة والجماعة.
كيف يطمئنون لرجل طعن في عدالته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأتهمه بالكذب فقال: إنه أكذب الأحياء على النبي، واتهمه عمر بن الخطاب وضربه وهدده بالنفي، كما طعنت فيه عائشة وكذبته عدة مرات، وطعن فيه كثير من الصحابة وردوا أحاديثه المتناقضة فكان يعترف مرة ويرطن بالحبشية أخرى وطعن فيه كثير من علماء الإسلام واتهموه بالكذب والتدليس والتكالب على موائد معاوية وذهبه وفضته.
فكيف يصح بعد كل هذا أن يصبح أبو هريرة راوية الإسلام ويأخذون عنه أحكام الدين ؟
وقد أكد بعض العلماء المحققين بأن أبا هريرة هو الذي أدخل في الإسلام