فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده قال: جاء رجل فوقع في علي وعمار عند عائشة فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، وأما عمار فإني سمعت النبي يقول فيه لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما (1).
فلا نستغرب إذا من عائشة إذا أماتت سنة النبي وأحيت بدعة عثمان في إتمام الصلاة لإرضاء معاوية وحكام بني أمية الذين كانوا يتبعونها في حلها وفي ترحالها ويمجدونها ويأخذون الدين عنها.
كما أن عائشة كانت تفتي لهم برضاعة الكبير وكانت ترى أن الرجال يمكنهم أن يرضعوا من النساء فيصبحوا بذلك من محارمهن (2).
وما أخرجه الإمام مالك في موطأه تقشعر منه جلود المؤمنين والمؤمنات إذ يقول بأنها كانت تبعث بالرجال إلى أختها أم كلثوم وإلى بنات أخيها فيرضعوا منهن وتسبيح أم المؤمنين عائشة بعد تلك الرضاعة مقابلتهم بدون حجاب (3) لأنهم على رأيها أصبحوا من محارمها!
وما علينا إلا أن نتصور أحد يتحمل بدعة عائشة ولو يجد في نفسه حرجا مما قضيت ويسلم تسليما.
وأنا ألفت الباحثين والمحققين إلى هذه الطامة فهي وحدها كافية للكشف عن الحقيقة ولمعرفة الحق من الباطل.
وبهذا يتبين لنا بأن (أهل السنة والجماعة) يعبدون الله بنصوص ما أنزل بها من سلطان، بدون تمحيص ولا تثبيت، ولو تبينوا تلك البدع لنفرت نفوسهم منها وتركوها طائعين.