الناس حتى يشقوا عصا الطاعة لعلي، ويقف بدون خجل يحارب إمام زمانه الذي أعطاه عهد البيعة طائعا مختارا.
ومع ذلك فقد بعث إليه الإمام علي قبل المعركة، فلقيه في الصف، فسأله أما بايعتني؟ وما الذي أخرجك يا طلحة؟
قال: الطلب بدم عثمان.
قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان.
وفي رواية ابن عساكر، قال له الإمام علي: أنشدك الله يا طلحة أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه؟
قال: نعم، فقال له: فلم تقاتلني؟!
وكان جوابه: الطلب بدم عثمان، وكان رد علي: قتل الله أولانا بدم عثمان.
واستجاب الله دعوة علي فقتل طلحة في اليوم نفسه، قتله مروان بن الحكم الذي جاء به طلحة لمحاربة علي.
إنه طلحة الفتة والبهتان وتقليب الحقائق لا يراعي في ذلك إلا ولا ذمة، ولا يفي بعهده، ولا يسمع نداء الحق وقد ذكره به الإمام علي وأقام عليه بذلك الحجة، ولكنه أصر واستكبر وتمادى في غيه فضل وأضل وقتل بسبب فتنته خلق كثير من الأبرياء لم يشاركوا في مقتل عثمان ولا عرفوه مدة حياتهم ولا خرجوا من البصرة.
نقل ابن أبي الحديد أنه لما نزل طلحة البصرة أتاه عبد الله بن الحكيم التميمي لكتب كان كتبها إليه فقال لطلحة:
يا أبا محمد أما هذه كتبك إلينا؟ قال: بلى.
قال: فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله، حتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه، فلعمري ما هذا رأيك، إنك لا تريد إلا هذه الدنيا، مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من علي ما عرض عليك من البيعة فبايعته طائعا راضيا ثم