الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٨٤
هذا طلحة الذي كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إن مات رسول الله تزوجت عائشة فهي بنت عمي، فبلغ رسول الله قوله فتأذى من ذلك.
ولما نزلت آية الحجاب واحتجب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال طلحة:
أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا؟ فإن حدث به حدث لنزوجن نساءه من بعده (1).
ولما تأذى رسول الله من ذلك نزل قول الله تعالى:
وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (الأحزاب: 53).
وهذا طلحة الذي دخل على أبي بكر قبل وفاته عندما كتب عهده بالخلافة لعمر بن الخطاب فقال له: ماذا تقول لربك إذ وليت علينا فظا غليظا؟ فشتمه أبو بكر بكلام بذئ (2).
ولكننا نجده بعد ذلك يسكت ويرضى بالخليفة الجديد ويصبح من أنصاره ويعمل على جمع الأموال وكسب العبيد خصوصا بعد أن طمع في الخلافة واشرأبت عنقه إليها بعد أن رشحه عمر بن الخطاب لها.
وطلحة هو الذي خذل الإمام عليا وإنجاز في صف عثمان بن عفان لعلمه المسبق بأن الخلافة إذا آلت إلى علي فلا يبقى له فيها مطمع بعد ذلك، وقد قال علي في ذلك:
فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره، مع هن وهن يقول الشيخ محمد عبده في شرحه: وكان طلحة ميالا لعثمان لصلات بينهما على ما ذكره بعض رواة الأثر، وقد يكفي في ميله إلى عثمان انحرافه عن علي لأنه تيمي وقد كان بين بني هاشم وبني تيم مواجد لمكان الخلافة في أبي بكر (3).

(١) تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي وتفسر الآلوسي وغيرهم كلهم ذكروا ذلك عن تفسر قوله سبحانه: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده .
(٢) الإمامة والسياسة لابن قتيبة في باب وفاة أبي برك واستخلافه عمر.
(٣) محمد عبده في شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٨٨ من الخطبة الشقشقية.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 التعريف بالشيعة 17
3 التعريف بأهل السنة 23
4 أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة 27
5 الحادث الثاني في مخالفتهم للسنة النبوية 29
6 الحادث الثالث الذي أبرز الشيعة في مقابل أهل السنة 31
7 السنة النبوية في الحقائق والأوهام 37
8 " أهل السنة " لا يعرفون السنة النبوية 45
9 " أهل السنة " ومحق السنة 52
10 الشيعة في نظر " أهل السنة " 63
11 " أهل السنة والجماعة " في نظر الشيعة 67
12 التعريف بأئمة الشيعة 71
13 التعريف بأئمة " أهل السنة والجماعة " 75
14 النبي (ص) هو الذي عين أئمة الشيعة 82
15 حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة " أهل السنة " 88
16 السر في انتشار المذاهب السنية 92
17 لقاء مالك بن أنس مع أبي جعفر المنصور 98
18 تعليق لا بد منه لفائدة البحث والتحقيق 101
19 إختبار الحاكم العباسي لعلماء عصره 106
20 حديث الثقلين عند الشيعة 113
21 حديث الثقلين عند " أهل السنة " 115
22 كتاب الله وعترتي أو كتاب الله وسنتي 117
23 مصادر التشريع عند الشيعة 126
24 مصادر التشريع عند " أهل السنة والجماعة " 129
25 تعليق لا بد منه لإكمال البحث 138
26 التقليد والمرجعية عند الشيعة 143
27 التقليد والمرجعية عند " أهل السنة والجماعة " 146
28 الخلفاء الراشدون عند الشيعة 149
29 الخلفاء الراشدون عند " أهل السنة والجماعة " 152
30 النبي (ص) لا يقبل تشريع " أهل السنة والجماعة " 155
31 تنبيه لا بد منه 158
32 عداوة " أهل السنة " لأهل البيت تكشف عن هويتهم 159
33 تحريف " أهل السنة والجماعة " كيفية الصلاة على محمد وآله 164
34 أكاذيب تكشفها حقائق 168
35 أئمة " أهل السنة والجماعة " وأقطابهم 170
36 أبو بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول " الصديق " 171
37 عمر بن الخطاب " الفاروق " 174
38 عثمان بن عفان " ذو النورين " 178
39 طلحة بن عبيد الله 183
40 الزبير بن العوام 188
41 سعد بن أبي وقاص 195
42 عبد الرحمان بن عوف 202
43 عائشة بنت أبي بكر " أم المؤمنين " 206
44 خالد بن الوليد 212
45 أبو هريرة السدوسي 220
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب 228
47 عبد الله بن الزبير 236
48 السنة النبوية لا تخالف القرآن عند الشيعة 244
49 السنة والقرآن عند " أهل السنة " 247
50 الأحاديث النبوية عند " أهل السنة " متناقضة 256
51 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية والرد عليه 262
52 رد معاوية على محمد بن أبي بكر 264
53 الصحابة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) 271
54 الصحابة عند " أهل السنة والجماعة " 275
55 فصل الخطاب في تقييم الأصحاب 280
56 مخالفة " أهل السنة والجماعة " للسنن النبوية 287
57 نظام الحكم في الإسلام 288
58 القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة 292
59 النبي (ص) أمر المسلمين بالاقتداء بعترته وأهل السنة يخالفونه 295
60 " أهل السنة والجماعة " والصلاة البتراء 303
61 عصمة النبي (ص) وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " 306
62 مع الدكتور الموسوي و " التصحيح " 309