هذا طلحة الذي كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إن مات رسول الله تزوجت عائشة فهي بنت عمي، فبلغ رسول الله قوله فتأذى من ذلك.
ولما نزلت آية الحجاب واحتجب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال طلحة:
أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا؟ فإن حدث به حدث لنزوجن نساءه من بعده (1).
ولما تأذى رسول الله من ذلك نزل قول الله تعالى:
وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (الأحزاب: 53).
وهذا طلحة الذي دخل على أبي بكر قبل وفاته عندما كتب عهده بالخلافة لعمر بن الخطاب فقال له: ماذا تقول لربك إذ وليت علينا فظا غليظا؟ فشتمه أبو بكر بكلام بذئ (2).
ولكننا نجده بعد ذلك يسكت ويرضى بالخليفة الجديد ويصبح من أنصاره ويعمل على جمع الأموال وكسب العبيد خصوصا بعد أن طمع في الخلافة واشرأبت عنقه إليها بعد أن رشحه عمر بن الخطاب لها.
وطلحة هو الذي خذل الإمام عليا وإنجاز في صف عثمان بن عفان لعلمه المسبق بأن الخلافة إذا آلت إلى علي فلا يبقى له فيها مطمع بعد ذلك، وقد قال علي في ذلك:
فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره، مع هن وهن يقول الشيخ محمد عبده في شرحه: وكان طلحة ميالا لعثمان لصلات بينهما على ما ذكره بعض رواة الأثر، وقد يكفي في ميله إلى عثمان انحرافه عن علي لأنه تيمي وقد كان بين بني هاشم وبني تيم مواجد لمكان الخلافة في أبي بكر (3).