الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٧٩
لأن عبد الرحمان بن عوف يعرف أكثر من غيره بأن الخليفتين أبا بكر وعمر لم يحكما السنة النبوية، وإنما حكما باجتهادهما وآرائهما، وأن السنة النبوية على عهد الشيخين كادت تكون معدومة تماما لولا وقوف الإمام علي على إحيائها كلما سمحت له الظروف بذلك.
وأغلب الظن أنه اشترط على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة الشيخين، فرفض علي هذا العرض قائلا: لا أحكم إلا بكتاب الله وسنة رسوله، فخسر الخلافة لأنه أراد إحياء سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفاز بها عثمان لأنه قبل أن يواصل درب أبي بكر وعمر اللذين صرحا غير مرة بأن لا حاجة بالسنة النبوية وإنما يكفي القرآن ليحللوا حلاله ويحرموا حرامه.
ويزيدنا يقينا صحة ما ذهبنا إليه أن عثمان بن عفان فهم من هذا الشرط أن عليه أن يجتهد برأيه في الأحكام كما فعل صاحباه، وهي السنة التي سنها الشيخان بعد النبي .
ولذلك نرى عثمان أطلق العنان لرأيه واجتهد أكثر من صاحبه حتى أفكر عليه الصحابة، وجاؤوا يلومون عبد الرحمان بن عوف قائلين له: هذا عمل يديك!
ولما كثرت المعارضة والإنكار على عثمان، قام في الصحابة خطيبا فقال لهم:
لماذا لم تنكروا على عمر بن الخطاب اجتهاده، ألانه كان يخيفكم بدرته؟.
وفي رواية ابن قتيبة: قام عثمان خطيبا على المنبر لما أنكر الناس عليه فقال : أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار لقد عبتم علي أشياء ونقمتم على أمورا، قد أقررتم لابن الخطاب مثلها، ولكنه وقمكم وقمعكم، ولم يجترئ أحد بملأ بصره منه ولا يشير بطرفه إليه، أما والله لأنا أكثر من ابن الخطاب عددا وأقرب ناصرا (1).
وأعتقد شخصيا بأن الصحابة من المهاجرين والأنصار لم ينكروا على عثمان اجتهاده ، فقد ألقوا الاجتهاد وباركوه من أول يوم، ولكنهم أنكروا عليه لما عزلهم

(1) تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 8 ص 31.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 التعريف بالشيعة 17
3 التعريف بأهل السنة 23
4 أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة 27
5 الحادث الثاني في مخالفتهم للسنة النبوية 29
6 الحادث الثالث الذي أبرز الشيعة في مقابل أهل السنة 31
7 السنة النبوية في الحقائق والأوهام 37
8 " أهل السنة " لا يعرفون السنة النبوية 45
9 " أهل السنة " ومحق السنة 52
10 الشيعة في نظر " أهل السنة " 63
11 " أهل السنة والجماعة " في نظر الشيعة 67
12 التعريف بأئمة الشيعة 71
13 التعريف بأئمة " أهل السنة والجماعة " 75
14 النبي (ص) هو الذي عين أئمة الشيعة 82
15 حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة " أهل السنة " 88
16 السر في انتشار المذاهب السنية 92
17 لقاء مالك بن أنس مع أبي جعفر المنصور 98
18 تعليق لا بد منه لفائدة البحث والتحقيق 101
19 إختبار الحاكم العباسي لعلماء عصره 106
20 حديث الثقلين عند الشيعة 113
21 حديث الثقلين عند " أهل السنة " 115
22 كتاب الله وعترتي أو كتاب الله وسنتي 117
23 مصادر التشريع عند الشيعة 126
24 مصادر التشريع عند " أهل السنة والجماعة " 129
25 تعليق لا بد منه لإكمال البحث 138
26 التقليد والمرجعية عند الشيعة 143
27 التقليد والمرجعية عند " أهل السنة والجماعة " 146
28 الخلفاء الراشدون عند الشيعة 149
29 الخلفاء الراشدون عند " أهل السنة والجماعة " 152
30 النبي (ص) لا يقبل تشريع " أهل السنة والجماعة " 155
31 تنبيه لا بد منه 158
32 عداوة " أهل السنة " لأهل البيت تكشف عن هويتهم 159
33 تحريف " أهل السنة والجماعة " كيفية الصلاة على محمد وآله 164
34 أكاذيب تكشفها حقائق 168
35 أئمة " أهل السنة والجماعة " وأقطابهم 170
36 أبو بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول " الصديق " 171
37 عمر بن الخطاب " الفاروق " 174
38 عثمان بن عفان " ذو النورين " 178
39 طلحة بن عبيد الله 183
40 الزبير بن العوام 188
41 سعد بن أبي وقاص 195
42 عبد الرحمان بن عوف 202
43 عائشة بنت أبي بكر " أم المؤمنين " 206
44 خالد بن الوليد 212
45 أبو هريرة السدوسي 220
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب 228
47 عبد الله بن الزبير 236
48 السنة النبوية لا تخالف القرآن عند الشيعة 244
49 السنة والقرآن عند " أهل السنة " 247
50 الأحاديث النبوية عند " أهل السنة " متناقضة 256
51 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية والرد عليه 262
52 رد معاوية على محمد بن أبي بكر 264
53 الصحابة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) 271
54 الصحابة عند " أهل السنة والجماعة " 275
55 فصل الخطاب في تقييم الأصحاب 280
56 مخالفة " أهل السنة والجماعة " للسنن النبوية 287
57 نظام الحكم في الإسلام 288
58 القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة 292
59 النبي (ص) أمر المسلمين بالاقتداء بعترته وأهل السنة يخالفونه 295
60 " أهل السنة والجماعة " والصلاة البتراء 303
61 عصمة النبي (ص) وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " 306
62 مع الدكتور الموسوي و " التصحيح " 309