أخرج البيهقي في سننه الكبرى عن عبد الرحمان بن يزيد قال: كنا مع عبد الله بن مسعود فلما دخل مسجد منى، قال: كم صلى أمير المؤمنين (يعني عثمان) قالوا:
أربعا، فصلى أربعا، قال: فقلنا: ألم تحدثنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ركعتين وأبا بكر صلى ركعتين؟!
فقال: بلى وأنا أحدثكموه الآن، ولكن عثمان كان إماما فما أخالفه والخلاف شر (1).
إقرأ واعجب من هذا الصحابي وهو من أكابرهم عبد الله بن مسعود، إذ يرى في خلاف عثمان شرا، ويرى في خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الخير.
أفبعد هذا يقال: إنهم أنكروا عليه عندما ترك السنة النبوية؟!
وروى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد قال:
إعتل عثمان وهو بمنى، فأتى علي فقيل له: صل بالناس.
فقال علي: إن شئتم، ولكن أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني ركعتين!
فقالوا: لا إلا صلاة أمير المؤمنين عثمان أربعا، فأبى علي أن يصلي بهم (2) .
اقرأ واعجب من هؤلاء الصحابة وهم ألوف مؤلفة لأنهم كانوا بمنى في موسم الحج، كيف يرفضون صراحة سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يقبلون إلا بدعة عثمان ! وإذا كان عبد الله بن مسعود يرى في خلاف عثمان شرا فيصلي أربعا رغم أنه يروي عن النبي ركعتين فلعله فعل ذلك تقية خوفا من هؤلاء الذين يعدون بالآلاف والذين لا يقبلون إلا ما فعله عثمان ضاربين بالسنة النبوية عرض الجدار.
ولا تنس بعد كل هذا أن تصلي وتسلم على النبي وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي رفض أن يصلي بهم إلا صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أراد بذلك