* ومن القول مثلا: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني، وقد ماتت فاطمة وهي غاضبة عليه كما أخرج ذلك البخاري.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة، قاله عندما طعنوا في تأميره أسامة ورفضوا الخروج معه والالتحاق بجيشه، وقد تخلف أبو بكر رغم كل ذلك متذرعا بالخلافة.
* ومن الفعل مثلا: ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع المؤلفة قلوبهم إذ عاملهم بالحسنى وأعطاهم سهما من الزكاة بأمر من الله تعالى.
ولكن أبا بكر حرمهم من ذلك الحق الذي نص عليه القرآن وفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزولا على رغبة عمر بن الخطاب الذي قال لهم: لا حاجة لنا فيكم.
* ومن الإقرار مثلا: ما أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتابة أحاديثه ونشرها بين الناس، ولكن أبا بكر أحرقها ومنع من نشرها والتحدث بها.
أضف إلى ذلك أنه كان يجهل كثيرا من أحكام القرآن الكريم، فقد سئل عن الكلالة التي نزل بحكمها القرآن، فقال: إني سأقول فيها برأيي فإن يك صوابا فمن الله وإن يك خطأ فهو مني ومن الشيطان (1).
كيف لا تعجب من خليفة المسلمين الذي يسأل عن حكم الكلالة التي أوضحها الله في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته، فيترك الكتاب والسنة ويقول فيها برأيه، ثم يعترف بأن الشيطان قد يستحوذ على رأيه، وهذا ليس بغريب على خليفة المسلمين أبي بكر فقد قال غير مرة: إن لي شيطانا يعتريني.
وقد قرر علماء الإسلام بأن من قال في كتاب الله برأيه فقد كفر، كما عرفنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يقول برأي ولا بقياس.
أضف إلى ذلك أنه كان يقول: لا تحملوني على سنة نبيكم فإني لا أطيقها