إحياء السنة النبوية التي خالفوها، ولم يخش علي في ذلك لومة لائم، ولا خاف من جموعهم ومؤامراتهم.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن عبد الله بن عمر قال: الصلاة في السفر ركعتان من خالف السنة فقد كفر (1).
وبهذا فقد كفر عبد الله بن عمر الخليفة عثمان وكل الصحابة الذين تابعوه على بدعة إمام الصلاة في السفر، ومع ذلك فلنا عودة مع الفقيه عبد الله بن عمر لنحكم عليه بما حكم به على غيره.
كما أخرج البخاري في صحيحه قال: سمعت عثمان عليا (رضي الله عنهما) بين مكة والمدينة، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك علي أهل بهما جميعا قائلا: لبيك عمرة وحجة معا. فقال عثمان: تراني أنهى الناس عن شئ وتفعله أنت؟ فقال علي: لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول أحد من الناس (2).
ألا تعجب من خليفة المسلمين الذي يخالف صريح السنة ولا يكتفي بذلك حتى ينهى الناس عنها فلا ينكر عليه أحد منهم إلا علي بن أبي طالب الذي لم يكن يدع سنة رسول الله ولو قتل دون ذلك.
فقل لي بربك، هل تجد في أصحاب محمد من يمثل السنة النبوية بحق وحقيقة غير أبي الحسن علي (عليه السلام).
ورغم سطوة الحاكم وشدته ورغم تأييد الصحابة له، فإن عليا لم يترك السنة أبدا، وهذه كتبهم وصحاحهم تشهد على صدق ما ذهبنا إليه من أنه (سلام الله عليه) قد حول بكل جهوده إحياء السنة النبوية وإرجاع الناس إلى أحضانها ولكن لا رأي لمن لا يطاع، كما قال هو بنفسه.
فلم يكن في ذلك العصر من يطيعه ويعمل بأقواله غير الشيعة الذين والوه واتبعوه وانقطعوا إليه في كل شئ.