صحاح السنة، ولكنها أحاديث آحاد، وأحاديث الآحاد توجب العمل ولا توجب الاعتقاد (والمسألة هنا اعتقادية فلا تثبت بهذه الأحاديث) (1).
وأضيف الآن في هذه الطبعة الرابعة أن فكر أكثر المسلمين قد وصل إلى الصواب، ولم يعد هناك من يتحمس للخطأ الذي ذاع حينا بأن عيسى رفع بجسمه وروحه، وأصبح هذا الاتجاه في حكم المنتهى بعد ما قدمنا من شروح في الطبعات السابقة لهذا الكتاب، وفي المحاضرات والمناقشات، والحمد لله أن استجاب أكثر المسلمين لي ولسواي من الباحثين، فعلت كلمة الحق، وانقشع الباطل الذي خلق في الظلام، والذي قصد به إثبات أفضلية عيسى على محمد، فالحي أولى من الميت كما يقولون، أو قصد به أحيانا القول بعدم ضرورة بعثة محمد ما دام عيسى لا يزال حيا.
وفي ضوء هذا التقديم ندرس الموضوع من المراجع الأصيلة للفكر الإسلامي.
يرى قلة من العلماء أن عيسى رفع إلى السماء بجسمه وروحه وحججهم على ذلك هي:
- قوله تعالى: (وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه (2)) ويعلق المرحوم الأستاذ الشيخ عبد اللطيف السبكي على هذه الآية بقوله: لا يسع عاقلا أن يتردد في الإيمان بأن عيسى لم يقتل، وإنما رفع حيا (3).
- ما ورد في البخاري ومسلم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حاكما عادلا مقسطا، يكسر الصليب ويقتل الخنزير...)