وحدثني أيضا بعض العلماء أن بعض تلامذته رآه بعد وفاته بقليل وهو في مقبرة الأنصار أنصار الحسين (سلام الله عليه وعليهم آناء الليل وأطراف النهار) فقال له شيخنا: وصلت إلى هذا المكان العظيم الشأن؟ فقال: نعم ولو أكملت الحدائق لكنت أقرب إلى الحسين (ع) من أنصاره (رض) انتهى.
وبالجملة فهذا الشيخ من أعاظم العلماء الأعلام وأكابر أساطين علماء الإسلام ومن وقف على كتبه وفوائده كالحدائق والدرر النجفية والرضاعية والشهاب الثاقب وسلاسل الحديد ولؤلؤة البحرين وغير ذلك عرف حقيقة الحال والرجال تعرف بالحق لا الحق بالرجال ولا سيما كتاب (الحدائق الناضرة) فإنه كما قلت فيه مادحا له لتعظيم شعائر الله وترويج آثار أولياء الله قلت هذه الأبيات:
هذا كتاب الفقه للذاكرين * هذا رياض العلم للمجتنين (حدائق ناضرة) للورى * قد أثمرت فقه الرسول الأمين وفقه أهل البيت ساداتنا * العترة الطاهرة الطيبين أشجارها مثمرة دائما * أنهارها تجري بماء معين تجري ولكن من عيون لها * صافية لذا إلى الشاربين قطوفها دانية المجتنى * دائمة الأكل إلى الآكلين أنوار تحقيقاتها للورى * ظاهرة نورا إلى المؤمنين تسر من شايع أهل العبا * تسر أهل الحق والناظرين غارسها رب التقى يوسف * أطعم من أثمارها كل حين وعمنا الرحمن من فضله * بالعلم والتقوى وحسن اليقين والفوز بالرضوان في جنة * فإن ربي أرحم الراحمين