95 - الشيخ ياسين البلادي (ومنهم) العالم الفاضل العامل المحقق الكامل الأمين الشيخ ياسين ابن الشيخ صلاح الدين البلادي البحراني كان رحمه الله تعالى من العلماء الأعلام والفقهاء الكرام إماما في الجمعة والجماعة وانتهت رياسة القضاء والحسبة الشرعية في بلاد البحرين إليه حتى عصفت عليها رياح المصائب والحدثان وفرقت شمل قاطنيها في كل مكان كما لم يزل ذلك بها في أكثر الأحيان وكان (قدس سره) ممن خرج منها إلى شيراز خاليا من الطارف والتلاد يقاسي ما لقيه من ألم الجراحات والضر الشديد قال رحمه الله في كتابه (الروضة العلية في شرح الألفية) الذي صنفه لابنه الشيخ علي في شيراز بعد الواقعة المذكورة قال بعد الخطبة المشتملة على الحمد والثناء والصلاة على سيد الأنبياء وآله الأئمة الأمناء:
أما بعد فالعبد المسكين ياسين بن صلاح الدين عفي عنهما آمين يقول: إن ربي وله المنة علي حيث نجاني من غمرات وأهوال ومصائب وزلزال لأني ممن كنت في قلب هذه الهلكة والحين وتلك الطامة الواقعة على أهل البحرين التي لم يقع مثلها في الأزمان كلا ولا، ولم تكن غير كربلاء فيا لها من مصيبة قد شربتها، ومن رزية قد تجرعتها، ثم إن لم أتحسر على ما فات علي من المال ولا ما تلف علي من الحال بل أتذكر ضرب الرماح المريقة لدمي وملاطمة السيوف المبرية لأعضائي وأعظمي فلم أزل أسلي النفس عن ذكرها وأشغلها بالتسلي عن غيرها، وكيف تسلو وقد ترمتني بعدها أيدي الغربات، وتعاورتني أيدي الكربات، حتى ألقتني نون الآونة والأقدار، وقذقتني تحت يقطين الدار،