بنفسي أفدي وقل الفدا * غزالا بوادي النقا أغيدا مليحا إذا نض من وجهه * نقاب الحيا قلت بدر بدا غزالا ولكن إذا ما نصبت * شراكا لأصطاده استأسدا سقيم اللواحظ مكحولة * ولم يعرف الكحل والأثمدا إلى آخرها وذكر له أشعارا كثيرة ولم يذكر السيدان صاحب السلافة والتتمة للأمل له ولا لغيره مصنفا كما هو الأكثر مع أكثر العلماء وإنما الأهم عندهما ذكر أدب الرجل وأشعاره المستجادة وأقواله الحسنة ولو كان هذان السيدان يذكران مع تلك المصنفات والرسائل والمؤلفات حفظا لها عن العدم وإزالة لها عن شبهة عدم القدرة لكان أولى ولكل وجهة هو موليها شكر الله مساعيهم الجليلة ومنحنا وإياهم من خيراته الجزيلة.
32 - السيد محمد ابن السيد عبد الحسين آل شبانة (ومنهم) العالم الفاضل الحسيب النسيب الكامل الأديب الأريب السيد محمد ابن السيد الحسين ابن السيد إبراهيم بن أبي شبانة البحراني الحسيني قال فيه في السلافة علم العلم ومناره، ومقتبس الفضل ومستباره، فرع دوحة الشرف الناظر، المقر بسموه كل مناضل ومناظر، أضاءت أنوار مجده ومآثره كالبدر من حيث التفت * رأيته يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا أما العلم فهو بحره الذي طما وزخر وأما الأدب فهو صدره الذي سما به وفخر، أن نثر فالثرة منه في خجل، أو نظم فالثريا من استلابه عقدها في وجل طالما استنزل الدراري بقلمه واستخرج الدر من البحار بكلمه فأطلعها في سماء بيانه ونظمها في سلك عقيانه وناهيك بمن تهابه النجوم في سمائها،