الأمور الحسبية في بلاد البحرين مدة إلا أنه لما هو عليه مما ذكرناه حسده بعض أمرائها فكاتبوا عليه السلطان سليمان ورموه بما هو برئ منه فأرسل له من أخرجه مقيدا إلى أن وصل إلى كازران فحصل من بلغ حقيقة الأمر إلى السلطان وأخبروه بحقيقة هذا الشيخ المزبور فأرسل عاجلا أن يخلى عنه ويطلق فجلس في كازران وتوطن بها مدة مديدة وربما رجع إلى بلاد البحرين بعض الأوقات بعد مضي مدة مديدة من تلك الواقعة المتقدمة ثم يرجع إلى العجم وليس لنا طريق إليه ولا إلى الشيخ صلاح الدين عطر الله مرقدهما وتوفي الشيخ علي هذا في كازران في السنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف وهي السنة التي توفي فيها الوالد كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله انتهى كلامه علا في الجنان مقامه.
(قلت) نفيه (قدس سره) الطريق إلى الشيخ علي المزبور ناش من عدم اطلاعه على ما كتبه الشيخ المحدث الصالح في الحاشية من أنه كتب إليه إجازة عن أبيه عن أبيه عن الشيخ البهائي وذلك لأن شيخنا صاحب اللؤلؤة له الطريق إلى الصالح كما ذكره هو بنفسه فيها والمحدث الصالح له الطريق إلى الشيخ علي بالإجازة فثبتت له الطريقية لصاحب اللؤلؤة بواسطته ولكن النسخة أعني الإجازة الكبرى التي لشيخنا المحدث الصالح التي عند شيخنا (صاحب الحدائق) واللؤلؤة خالية من الحاشية المذكورة سابقا والطريقة إنما تضمنتها الحاشية المذكورة وهذا من ثمرات الحاشية فلعل فيها شيئا لم يكن في المتن أصلا كما هنا فاعلم.
57 الشيخ محمد المقابي البحراني (ومنهم) العالم الفاضل المحقق الكامل رفيع الشأن الشيخ محمد بن سليمان