وهي في أيدي الخوارج لضيق المعيشة في القطيف فاتفق وقوع فتنة بين الخوارج وعسكر العجم وجرح هذا الشيخ جروحا فاحشة ورحل إلى القطيف وبقي أياما قليلة وتوفي إلى رحمة الله ودفن في مقبرة الحباكة وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1130 ه انتهى كلامه علا مقامه.
82 - الشيخ محمد الحجري البحراني (ومنهم) العالم الفاضل التقي الشيخ محمد بن أحمد بن ناصر الحجري البحراني (نسبة إلى الحجر على وزن صفر قرية من قرى البحرين) قال في (اللؤلؤة): وكان هذا الشيخ فقيها أصوليا بحتا دقيق النظر ظريفا لطيفا منصفا ذكر الوالد (قدس سره) أنه طلب منه درسا مدة كون شيخه الشيخ سليمان في العجم فلم يجبه تواضعا منه وكانت سنيه تقرب من ثمانين سنة وكان يأتم بالشيخ الحجري وهو أفضل منه هضما لنفسه وتواضعا وتورعا من تقلد الإمامة انتهى كلامه.
وقال المحدث الصالح وكان هذا الشيخ فقيها أصوليا بحثا دقيق النظر مجتهدا صرفا إلا أنه كان قليل الحافظة كتلميذه الشيخ علي المذكور (يعني به الشيخ علي ابن الشيخ عبد الصمد المتقدم ذكره) إلا أنه منصفا متواضعا لم أر في العلماء مثله في الإنصاف وذلة النفس وقد رأيته فأعجبتني سجاياه وطلبت منه درسا فلم يجب تواضعا ومات وعمره (ره) يقرب من ثمانين سنة بالبحر بعد مجيئه من العجم ورمي فيه رحمة الله عليه، انتهى ولم يذكر له مصنفا. وأما الشيخ حسين الحجري المذكور في كلام صاحب اللؤلؤة عن أبيه بأن هذا الشيخ الجليل يقتدى به في