وأغاليط الدهر الخوان وتوفي الشيخ علي وأخوه الشيخ محمد (ره) في سنة واحدة وبينهما مدة يسيرة ودفنا في مقبرة الحباكة عند أبيهما وقد زرتهم مرارا عديدة ودعوت الله عندهم، وقد حدثني جماعة كثيرة ممن يوثق بنقلهم من أهل القديح وغيرهم بل يذكرون تواتره في ذلك الزمان وهو أنه بعد دفنهم في المقبرة المذكورة كانوا يشاهدون ليلة الجمعة وليلة الاثنين لا غير نورا عظيما كالعمود تنشق السماء فينزل ذلك النور كالعمود على قبورهم ثم ينتشر فيملأ المقبرة المذكورة وما حولها من الفضاء والنخيل التي حولها فيكون كوقت الضحى بحيث أن القارئ في كتاب تينك الليلتين لا يحتاج إلى مصباح فيبقى على هذا الحال إلى الفجر فيجتمع ثم يرتفع كما نزل إلى السماء وصار ذلك عادة في تينك الليلتين كل أسبوع بحيث يرتقبه الساكنون في النخيل أيام القيظ ويراه الذي يأتي لسقاية النخيل ليلا في الشتاء وبقي على هذه الحال سنين كثيرة ثم انقطع وليس ذلك على أولياء الله منه تعالى بكثير رحمنا الله وإياهم برحمته الواسعة في الدنيا والآخرة إنه على كل شئ قدير (1).
17 - الشيخ محمد بن عبد الجبار (ومنهم) العالم الفاضل الزاهد العابد رفيع المقدار الشيخ محمد بن عبد الجبار الكبير، وآل عبد الجبار بيت في القطيف عظيم خرج منهم علماء فضلاء كثيرون