وتزوجت فاختلفا في ذلك فحكم الشيخ علي بأنها للزوج الثاني وحكم الشيخ أحمد بأنها للزوج الأول وكتبا بذلك إلى علماء شيراز وأصبهان فوافقوا الشيخ أحمد وخطأوا الشيخ عليا ولا ريب أن المشهور في كلام الأصحاب هو ما أفتى به الشيخ أحمد المذكور ونحن قد حققنا الكلام في هذه المسألة في الدرة الثامنة والعشرين من كتابنا (الدرر النجفية)، انتهى موضع الحاجة من كلامه.
54 - الشيخ أحمد البحراني (ومنهم) العالم الأمجد الرباني الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني وكان نادرة عصره في ذكاءه وكثر فنونه أوحد أهل زمانه في الانشاء والخطابة وقد جمعت خطبه فكانت مليحة وله ديوان صغير رأيته في خزانة كتب ولده الصالح الفاضل صاحبنا الشيخ حسن وشعره ليس في مرتبة إنشائه وكان بينه وبين شيخنا العالم الرباني الشيخ علي بن سليمان البحراني صداقة واتحاد مفرط وفي آخر الأمر تنافرا لسبب يطول شرحه وأدى ذلك إلى سفر الشيخ أحمد (قدس سره) إلى شيراز وبها توفي وقد زرت قبره هناك بجوار مشهد (ولاء حسين) وله مؤلفات منها رسالة مليحة في الاستخارة ورسالة في أصول الدين صغيرة سماها (المبارات) ورسالة في علم الفلاحة وغيرها انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني (قدس سره).
(قلت) قد وقفت لهذا الشيخ على جواب بعض المسائل في غاية البلاغة والتحقيق ولأبي البحر الشيخ جعفر الخطي مدح حسن لهذا الشيخ (قدس سره) ونور قبره.