في تسعة أبيات آخرها هذان البيتان:
مذ غبت عن عين الزمان فكلنا * يعقوب حزن غاب عنه يوسف فقضيت واحد ذا الزمان فأرخوا * (قرحت قلب الدين بعدك يوسف) انتهى كلامه علا مقامه.
(قلت): هذا الشيخ العلام من أكابر علماء الإيمان والإسلام ومن أعاظم أرباب النقض والإبرام وقد ذكره كل من تأخر عنه وأثنوا عليه الثناء الجميل علما وعملا وتقوى ونبلا ولقد حدثني من أثق به والظاهر أنه من علماء النجف الأشرف سلام الله على مشرفه وآله عمن حدثه أن السيد السند والركن المعتمد العلامة الطباطبائي السيد مهدي بحر العلوم (تغمده الله برحمته) أمر بعد صلاة العصر من يوم الجمعة بوضع فاتحة ولم يكن يتجاسر على السؤال إليه والكلام معه أحد لهيبته هيبة التقوى إلا السيد الفاضل السيد جواد العاملي تلميذه صاحب (مفتاح الكرامة) فسأله عن هذه الفاتحة فقال السيد (رحمه الله تعالى) لشيخنا الشيخ يوسف البحراني ولم يكن سمعوا بمرضه فقال له هل أتاك خبر بوفاته؟ فقال لا ولكني نمت نومة القيلولة فرأيت في المنام كأني في جنان الدنيا وادي السلام وإذا بأرواح المؤمنين ولا سيما علماء العاملين كالشيخ الكليني والصدوق والمفيد والمرتضى علم الهدى وغيرهم من علمائنا الأتقياء كلهم (رض) جلوس حلقا يتحدثون كما وردت به الأخبار وكأن شيخنا الشيخ يوسف قد أقبل عليهم فلما رأوه فرحوا به واستبشروا بقدومه وأقبلوا كلهم إقبالا شديدا فسألهم عن سبب زيادة إقبالهم عليه دون غيره فقالوا لي أنه قادم علينا الآن جديد ولا شك مع هذه الرؤيا في وفاته فلما وصل الخبر وإذا هو كما أخبر.