ليس وراءها شيء أبسط منها وأن الأشياء كامنة بعضها في بعض وأبطل الكون والاستحالة والنمو وقال الهواء لا يستحيل نارا ولا الماء هواء ولكن ذلك بتكاثف وتخلخل وبكمون وظهور وتركب وتحلل وإنما التركب في المركبات بالمحبة يكون والتحلل في المتحللات بالغلبة يكون ومما نقل عنه أيضا أنه تكلم في الباري تعالى بنوع حركة وسكون فقال إنه متحرك بنوع سكون لأن العقل والعنصر متحركان بنوع سكون وهو مبدعهما ولا محالة أن المبدع أكبر لأنه علة كل متحرك وساكن وشايعه على هذا الرأي فيثاغورس ومن بعده من الحكماء إلى أفلاطون وأما زينون الأكبر وديمقريط والشاعريون فصاروا إلى أنه تعالى متحرك وقد سبق النقل عن أنكساغورس أنه قال هو ساكن لا يتحرك لأن الحركة لا تكون إلا محدثة ثم قال إلا أن تقولوا إن تلك الحركة فوق هذه الحركة كما أن ذلك السكون فوق هذا السكون وهؤلاء ما عنوا بالحركة والسكون النقلة عن مكان واللبث في مكان ولا بالحركة التغير والاستحالة ولا بالسكون ثبات الجوهر والدوام على حالة واحدة فإن الأزلية والقدم تنافي هذه المعاني كلها
(٧٢)