من عطية الله عز وجل ومواهبه ولا يعد ما فيه من الشر والفساد من عمل الشيطان ومكايده ومن افترى على أخيه فرية لم يخلص من تبعتها حتى يجازى بها فكيف يخلص من أعظم الفرية على الله عز وجل أن يجعله سببا للشرور وهو معدن الخير وقال الخير والشر واصلان إلى أهلهما لا محالة فطوبى لمن جرى وصول الخير اليه وعلى يديه والويل لمن جرى وصول الشر اليه وعلى يديه وقال الإخاء الدائم الذي لا يقطعه شىء اثنان أحدهما محبة المرء نفسه في أمر معاده وتهذيبه إياها في العلم الصحيح والعمل الصالح والآخر مودته لأخيه في دين الحق فإن ذلك مصاحب أخاه في الدنيا بجسده وفي الآخرة بروحه وقال الغضب سلطان الفظاظة والحرص سلطان الفاقة وهما منشآ كل سيئة ومفسدا كل جسد ومهلكا كل روح وقال كل شىء يطاق تغييره الا الطباع وكل شىء يقدر على اصلاحه غير الخلق السوء وكل شىء يستطاع دفعه إلا القضاء وقال الجهل والحمق للنفس بمنزلة الجوع والعطش للبدن لأن هذين خلاء النفس وهذين خلاء البدن وقال أحمد الأشياء عند أهل السماء والأرض لسان صادق ناطق بالعدل والحكمة والحق في الجماعة وقال أدحض الناس حجة من شهد على نفسه بدحوض حجته وقال من كان دينه السلامة والرحمة والكف عن الأذى فدينه دين الله عز وجل وخصمه شاهد له بفلج حجته ومن كان دينه الإهلاك والفظاظة والأذى فدينه دين الشيطان وهو بدحوض حجته شاهد على نفسه وقال الملوك تحتمل الأشياء كلها إلا ثلاثة قدح في الملك وإفشاء للسر وتعرض للحرمة
(٤٧)