تعالى هو الذي مزجهما وخلطهما لحكمة رآها في التراكيب وربما جعل النور أصلا وقال وجوده وجود حقيقي واما الظلمة فتبع كالظل بالنسبة إلى الشخص فإنه يرى انه موجود وليس بموجود حقيقة فابدع النور وحصل الظلام تبعا لان من ضرورة الوجود التضاد فوجوده ضروري واقع في الخلق لا بالقصد الأول كما ذكرنا في الشخص والظل وله كتاب قد صنفه وقيل ان ذلك انزل عليه وهو زند أوستا يقسم العالم قسمين مينه وكيتى يعنى الروحاني والجسماني أو الروح والشخص وكما قسم الخلق إلى عالمين يقول ان ما في العالم ينقسم قسمين بخشش وكنش يريد به التقدير والفعل وكل واحد مقدر على الثاني ثم يتكلم في موارد التكليف وهى حركات الانسان فيقسمها ثلاثة اقسام منش وكويش وكنش يعنى بذلك الاعتقاد والقول والعمل وبالثلاثة يتم التكليف فإذا قصر الانسان فيها خرج عن الدين والطاعة وإذا جرى في هذه الحركات على مقتضى الامر والشريعة فاز الفوز الأكبر وتدعى الزردشتية له معجزات كثيرة منها دخول قوائم فرس كشتاسب في بطنه وكان زردشت في الحبس فأطلقه فانطلقت قوائم الفرس ومنها انه مر على أعمى بالدينور فقال خذوا حشيشه وصفها لهم واعصروا ماءها في عينه فإنه يبصر ففعلوا فأبصر الأعمى وهذا من جملة معرفة بخاصية الحشيش وليس من المعجزات في شئ ومن المجوس الزردشتية صنف يقال لهم السيسانية والبهافريدية رئيسهم رجل يقال له سيسان من رستاق نيسابور من ناحية يقال لها خواف خرج في أيام أبى مسلم صاحب الدولة وكان زمزميا في الأصل يعبد النيران ثم ترك ذلك ودعا المجوس إلى ترك الزمزمة ورفض عبادة النيران ووضع لهم كتابا امرهم فيه بارسال الشعور وحرم عليهم الأمهات والبنات والأخوات وحرم عليهم الخمر وأمرهم باستقبال الشمس عند السجود على ركبة واحدة وهم يتخذون الرباطات ويتبادلون الأموال ولا يأكلون الميتة ولا يذبحون
(٢٣٨)