عقدة، ولم تجرب أن تختفي وراء أي جدار من جدران التاريخ المغلقة الأبواب..
بل كانت تطرح كل ما تؤمن به أو تفكر به في صراحة ترق حينا وتعنف أحيانا، لأن الجو الفكري الجاد لا يعرف المجاملة في الفكرة من أجل أن يلتقي بالحقيقة التي تبحث عن حياة بلا جراح. إن الفكر يلتقي بالفكر وجها لوجه في عملية صدام رائعة تكون النتائج الإيجابية للفكر الأفضل، تبعا للبرهان الأعمق والأشمل.. أما المجاملة والعواطف والأقنعة المستعارة والاختفاء وراء الألفاظ الفضفاضة المهلهلة في:
أساليب التخدير والتهرب من المشكلة.. التي تجمد المشكلة من أجل أن تثور من جديد.. كلما تحركت عوامل الإثارة نحو تفجير جديد للجراح المتقيحة..
إننا نبارك " للسيد الرضوي " الذي عرفنا فيه الإخلاص الرائع المنطلق من إيمان عميق بالإسلام الحق في صفاته ونقائه وعرفنا فيه الحركة الدائبة المنطلقة في أكثر من اتجاه، من أجل أن يلتقي المسلمون كل المسلمين.. على الركائز والقواعد الأساسية للفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لينطلق الإسلام بروحه الحية المنطلقة المتدفقة بالرحمة والسماحة والعمق والشمول.. بعيدا عن كل أجواء الجدل وتهاويل البغضاء إننا نبارك له هذه التجربة وندعوه إلى أن يتعمق فيها ويعمقها ويلاحق ما فيها من نقاط ضعف ونقاط قوة من أجل تجربة أخرى أو تجارب أخرى لا مجال فيها لأية نقطة ضعف، لأنها تتحرك في اتجاه تحويل الضعف إلى قوة كما ندعو أنفسنا والآخرين، كل الآخرين - إلى أن نظل نجرب الأساليب الموضوعية والإيجابية من أجل أن نتغلب على عوامل الفرقة والانحلال بالإيمان النقي والعلم الواسع والحركة الدائبة البحتة أبدا عن كل ما هو جديد.. في حياة الإسلام والمسلمين.. سائلين الله سبحانه أن يوفقنا للوصول إلى الغاية القصوى وهي الحصول على رضاه في الفكر عندما نفكر وفي القول عندما نتكلم.. وفي العمل عندما ندفع حياتنا إلى العمل في سبيله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
محمد حسين فضل الله بيروت: 17 ذي القعدة الحرام 1397 ه