وهذا هو ما يميز كتاب " مع رجال الفكر " للأخ الأستاذ الفاضل السيد مرتضى الرضوي حفظه الله تعالى، فأنت واجد في هذا الكتاب - إلى جانب تعرفك من خلاله على شخصيات علمية وأدبية ودينية كبيرة ولامعة - أبحاثا طريفة ونافعة وشيقة في شؤون إسلامية شتى: عقيدية، وفقهية، وتاريخية وفكرية، ولذا فهو يتمتع العقل والقلب بحسب ما احتواه من متاع العقل والقلب.
ويبدو أن الأخ الأستاذ الرضوي قد جعل من رحلاته إلى القاهرة مناسبات هنيئة يجتمع فيها إلى أعلام الفكر والدين في مجتمع مصر العلمي والفكري، فهنيئا له هذه السعادة الروحية والعقلية التي تتاح في أمثال هذه اللقاءات. وهو بعمله هذا يعيد إلى الأذهان صورة طلاب العلم الذين كانوا يجعلون من رحلاتهم فرصا سعيدة للقاء علماء ومفكرين كل بلد يرحلون إليه أم يمرون فيه دون أن تفسد روح البحث العلمي بينهم الفوق المذهبية والطائفية التي أقامت بين المسلمين حواجز حالت دون تفاعلهم الفكري ودون تعاونهم على ما يصلح حياتهم في مختلف مظاهرها.
ونأمل أن تكون أمثال هذه اللقاءات التي يصورها هذا الكتاب والمجامع والمؤتمرات خطى على الطريق السوي إلى الأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى؟ ونسأل الله تعالى التوفيق لعمل الخير والإخلاص فيه، والحمد لله رب العالمين.
محمد مهدي شمس الدين بيروت: 19 ذو القعدة 1397 ه * * *