وقد رأيت من الأجدر أن أراعي في تنسيق هذه الشخصيات التي تدور عليهم موضوعات الكتاب: أن ترتب أسماؤهم على حروف المعجم، مما أدى أن تكون المتعة من محاوراتهم تنتشر في مطاوي الكتاب بشكل طبيعي ومنسجم.
ومن الطريف أن أذكر أنه عندما دخلت القاهرة وبقيت فيها مدة من الزمن اتصلت بكثير من الأساتذة والعلماء وكنت قد اتصلت هاتفيا بالأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة ولم يصادف أن حدثته وجها لوجه وقد شرعت بطبع كتاب " عبد الله بن سبأ " الطبعة الثانية وقبل صدور الكتاب سجلت قائمة بأسماء العلماء والأساتذة والمدرسين في الأزهر الشريف وغيره لإهدائهم هذا الكتاب، وفي تلك الليلة رأيت في عالم الرؤيا وفيما يرى النائم كأني في فندق ميامي وفي غرفة رقم " 24 " والتي بقيت فيها عشرة أشهر ونصف الشهر في عامي 1957 م - 1958 م وكنت مستلقيا على السرير وإلى جانب السرير كرسي فدخل الشيخ محمد أبو زهرة وسلم وجلس على الكرسي وقال:
هل جاء الشيخ؟
قلت: أي شيخ؟
قال: الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، فقلت: لا.
وكنت قد سجلت اسمه، واسم الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في تلك القائمة التي حوت عددا كبيرا من الأساتذة والعلماء.
ثم قال: ماذا يقول الشيعة عني؟
قلت: يقولون الشيخ محمد أبو زهرة رجل مكابر غير متثبت ومتعصب غير منصف؟.
فقال: لماذا؟ وأطرق برأسه نحو الأرض؟