أراني، وأنا أمر بلمح الذهن بعد رأى العين، على صفحات هذا الكتاب: " مع رجال الفكر في القاهرة " إنما أمر على " ألبوم " يضم بين غلافيه مجموعة صور لطائفة غير قليلة من حملة الأقلام الأعلام الذين لهم فضل غير منكور في بناء النهضة الفكرية التي تلألأت بأرض مصر طوال ما انقضى من سنى هذا القرن العشرين، وأشعت بعض نورها على ما حولها من ديار وأقطار... فما يغيب عن بال منصف أن أي كاتب منهم إنما أضاف سطرا أو عبارة إلى موسوعة المعارف الإنسانية التي تهم هذا الشطر الشرقي من العالم وتشوقه.. أو وضع لبنة في بنائنا الثقافي ترتفع فترا، أو شبرا، وربما قامة بصرحنا الحضاري العربي الذي كان - من مئات السنين - منارة تنير طريق البشرية، نأمل اليوم ونعمل على أن تغدو كسابق عهدها، هادية شماء، تكسف إشراقة النهار، وتطاول رفعة السماء!..
على امتداد مسيرة العقل الإنساني الخلاق، وفي مختلف اتجاهات نشاطه يطوف واضع الكتاب: صديقنا " المرتضى " فوق صفحاته طوفا سريعا بقارئه في صحبة كتاب أعلام قد تناولوا بأقلامهم ألوانا شتى من خطوات الفكر وسبحاته: عرضا وسردا، أو وزنا ونقدا، أو بحثا ودراسة... فكيف تمضي بنا هذه الرحلة، وإلى أين تقود؟..
إنه لحدس صواب، أو حدس توفيق، كما أشتهي وأرجو، أن أتلفت ويتلفت معي كل من يطالع الكتاب، فإذا مجال " المطاف " - من أية زاوية تلقته العين - محمود