مع رجال الفكر - السيد مرتضى الرضوي - ج ١ - الصفحة ١٧٣
ومعشر سميتهم * أئمة اثنا عشر حباهم رب العلى * ثم اصطفاهم من كدر قد فاز من والاهم * وخاب من عادى الزهر آخرهم يسقي الظما * وهو الإمام المنتظر عترتك الأخيار لي * والتابعين ما أمر من كان عنهم معرضا * فسوف تصلاه سقر ينابيع المودة ص ٤٤٢.
وقال الدكتور عبد الهادي الفضلي:
حديث الاثني عشر: ونصه - كما في رواية البخاري في الصحيح ٤ / كتاب الأحكام:
عن جابر بن سمرة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميرا) فقال كلمة لم أسمعها.
فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).
وأشير إلى مضمون هذا الحديث في سفر يوحنا اللاهوتي من الكتاب المقدس: الإصحاح الثاني عشر بقوله:
وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليهما وعلى رأسها الكيل من اثني عشر كوكبا... ولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصى من حديد ".
وعلق عليه الأستاذ سعيد أيوب في كتابه: " المسيح الدجال: قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى) ط ١ نشر دار الإعتصام بمصر ٤٠٩ ه ١٩٨٩ م علق عليه بالتالي:
في ص ٧٧ " قالوا في التفسير (إنما امرأة فاضلة... وقور ويأتي النسل من هذه المرأة) *.
ومكانة أولاد فاطمة رضي الله عنها من قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معروفة * * وأهل الكتاب عندنا وضعوا الصفات التي ترمز إلى الاسم كون هذا الوضع مشكلة من:
هي أن صفحاتهم لم تفصح صدرها للأسماء العربية، لكنها امتلأت بالأسماء التي كانت تحتويها البيئات التي عاش فيها اليهود، وشاءت حكمة الله أن تضع أقلامهم صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تعتبر بحق علما عليه ".
وفي ص ٩٠: " ثم يقول الرأي عن القيادات التي ستخرج من هذه العاصمة (يحرسها اثنا عشر ملاكا، ويقوم سور المدينة على اثني عشر دعامة كتبت عليها أسماء رسل الحمل الاثني عشر).
وعن البراء: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبصر حسنا وحسينا فقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما رواه الترمذي بسند صحيح. (التاج الجامع للأصول ٣ / ٣٥٦).
والجدير بالذكر أن أبناء الحسن والحسين - رضي الله عنهم - اشتغلوا بالعلم. وذكرت تفاسير أهل الكتاب أن نسل المرأة الوقور سيواجه المخاطر، وحدث هذا فعلا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قلت: هذه القيادات جاء ذكرها في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يزال هذا الدين، عزيزا ينصرون على من ناواهم عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
وفي حديث، (اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل) كما في سفر الرؤيا فإنه ربط عدد نقباء المدينة الجديدة بعدد نقباء بني إسرائيل، ومن هؤلاء سيكون - المهدي المنتظر كما ذكر ابن كثير في تفسير سورة النور وقال: وفيهم المهدي الذي اسمه يطابق اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إن في الحديث دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة ". مفاده:
يقول أستاذنا السيد محمد تقي الحكيم " والذي يستفاد من هذه الروايات:
- * يوم الدين / ستينفس: ص ٨٧ و ١٠٦، تفسير الرؤيا / حنا ص ٢٧٢، جين واكسون - آخر ساعة العدد الصادر في ٢٦ / ٩ / ١٩٨٤ م.
* * روى ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا " رواه البخاري، والترمذي (التاج الجامع للأصول: ١ / ٣٥٦).
١ - أن عدد الأمراء، أو الخلفاء لا يتجاوزون الاثني عشر وكلهم من قريش.
٢ - وأن هؤلاء الأمراء معينون بالنص، كما هو مقتضى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل لقوله تعالى: * (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا) *.
٣ - أن هذه الروايات افترضت لهم البقاء ما بقي الدين الإسلامي أو حتى تقوم الساعة، كما هو مقتضى رواية مسلم: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة).
وأصرح من ذلك روايته الأخرى في نفس الباب (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان).
وإذا صحت هذه الاستفادة فهي لا تلتئم إلا مع مبنى الإمامية في عدد الأئمة وبقائهم وكونهم من المنصوص عليهم من قبله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي منسجمة جدا مع حديث الثقلين وبقائها حتى يردا عليه الحوض.
وصحة هذه الاستفادة موقوفة على أن يكون المراد من بقاء الأمر فيهم بقاء الإمامة والخلافة - بالاستحقاق - لا السلطة الظاهرية.
لأن الخليفة الشرعي خليفة يستمد سلطته من الله، وهي في حدود السلطة التشريعية لا التكوينية، لأن هذا النوع من السلطة هو الذي تقتضيه وظيفته كمشرع، ولا ينافي ذلك ذهاب السلطنة فهم في واقعها الخارجي لتسلط الآخرين عليهم...
ومن الجدير بالذكر أن هذه الروايات كانت مأثورة في بعض الصحاح، والمسانيد قبل أن يكتمل عدد الأئمة فلا يحتمل أن تكون من الموضوعات بعد اكتمال العدد المذكور، على أن جميع رواتها من أهل السنة ومن الموثوقين لديهم.
ولعل حيرة كثير من العلماء في توجيه هذه الأحاديث وملائمتها للواقع التاريخي كان منشؤها عدم تمكنهم من تكذيبها، ومن هنا تضاربت الأقوال في توجيهها وبيان المراد منها..
والحقيقة أن هذه الأحاديث لا تقبل توجيهها إلا على مذهب الإمامية في أئمتهم واعتبارها من دلائل النبوة في صدقها عن الأخبار بالمغيبات أولى من محاولة إثارة الشكوك حولها كما صنفه بعض الباحثين متخطيها في ذلك جمع الاعتبارات العلمية، وبخاصة بعد أن ثبت صدقها بانطباقها على الأئمة الاثني عشرية. الأصول العامة للفقه المقارن. وانظر: خلاصة الكلام: ٣٣ - ٣١١. حديث باب حطة ونصه:
كما في رواية الصواعق المحرقة ص ١٥٠: " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له. وفي رواية: غفر له الذنوب ".
وتخلص من كل ما تقدم إلى التالي:
١ - إن هذه الأدلة، وهي ما بين متواتر، ومستفيض، أقرنته دلائل القطع بصدوره عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعشرات أخرى أمثالها، صريحة في شرعية مذهب أهل البيت، ومشروعية أتباعه.
بل هي صريحة في وجوب اتباعهم، ولزوم الالتزام بهديهم.
٢ - إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نص على إمامة علي (عليه السلام) في حديث الغدير وفي هذه الأحاديث المتقدمة، وفي عشرات أمثالها.
ثم امتدت الإمامة منه إلى أبنائه الأحد عشر بوصية السابق على اللاحق.
٣ - ولأنا رأينا أن مذهب أهل البيت هو التفرع الأصيل لمدرسة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي هذا أيضا في حق مذهب الإمامية لأنه التجسيد الحقيقي لمذهب أهل البيت.
قال الشيخ محمد المنتصر الكناني في كتابه: (معجم فقه السلف: عترة، وصحابة وتابعين نشر المركز العالمي للتعليم الإسلامي بجامعة أم القرى - مكة المكرمة) ج ١ ص ٥:
" والظفر بفقه العترة ظفر بالعلم والهدى والأمان من الضلال، وبكتاب الله مقترنا بالهداية والأمان حتى دخول الجنة ".
وقال السيد محمد بن يوسف الحسيني التونسي المالكي، الشهير بالكافي، في كتاب:
(السيف اليماني المسلول ص 169 طبعة الترقي بدمشق):
روى أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من التفسير الاثني عشر في إتمام الحديث المتقدم (يعني حديث السفينة) بعده: فقال علي يا رسول الله من الفرقة الناجية؟
فقال: (المتمسكون بما أنت عليه وأصحابك).
وفي الأحاديث المذكورة آنفا ما يدل على أن المتبعين لأهل البيت، والمقدمين لهم والمقتدين بهم هم الفرقة الناجية.
وحث الرسول على الاقتداء بهم والتمسك بما هم عليه وإيجاب ذلك على جميع الخلق بروايات الكل يعلمنا علما ضروريا أن أهل البيت هم الفرقة الناجية.
فكل من اقتدى بهم وسلك آثارهم فقد نجى ومن تخلف عنهم وزاغ عن طريقهم فقد غوى.
تراثنا العدد 27 / 21 - 25 قراءة في كتاب التوحيد.