الشيخين. فكيف جمعت هذه الثلاثة وأنت تعلم أن كتاب الله وسنة رسوله لا تجتمع مع سيرة الشيخين اللذين اغتصبا الخلافة من أهلها وعادا يظلمانهم كما مر، وبظلمهم وإقصائهم عن الحكم كان فيه حرمان الأمة ومحاددة لله ولرسوله، وبعدها استبدادهم المطلق في أهم الأمور دون مشورة الصحابة والمسلمين، وأخص منها في تعيين الخليفة، فماذا أردت بالسيرة وما قصدت بها ولمحت إليها.
الجواب:
الحقيقة إنما أردت اتباع سيرة الشيخين بالاستبداد والمحاباة دون اتباع كتاب وسنة، والمحاباة التي أردتها هو أني أعينه اليوم خليفة ليعيني بعده خليفة، كما فعل أبو بكر مع عمر، وهو ما أوصاني به عمر بمحاباة عثمان بالخلافة.
وقد كنت أحسب ذلك في عثمان بيد ظهر لي فيما بعد أن عثمان إنما تعهد لي بسيرة الشيخين إنما هو اتباع رأيه واستبداده المطلق بالحكم دون رعاية كتاب وسنة مثلهما، واكتفى بمحاباتي بما حباني به من أموال المسلمين، وبعدها مال بكله لآل أمية وارتمى بأحضانهم وسدوا عليه جميع الطرق، وسلبوه إرادته وقلبوا لينه قسوة، ومودته جفوة، ويقظته غفوة، وكأن عمر كان يعلم بما تنتهي الأمور وغشني أو استغشني وإذ نسب إلي الضعف تأيد لي صدق قوله عملا وإلا لانتهجت سبيلا أكمل وبلغت به نهجا أمثل، وبيدي الحل والربط، ولكني خسرت دنياي وما أدركت عقباي ولا ينفع الندم.
وإني الآن أعترف رغم أنفي أني أسلمت، ولما يدخل الإيمان قلبي حتى مات رسول الله وجدت الحق مع القوة فملت بكلي معرضا عن نصوص الكتاب وسنة رسول الله ولا أتبعها إلا على قدر ما لا تتعارض بأمر دنياي، واتخذت من أبي بكر وعمر هداة وقدوة منحازا إلى صفهم مؤيدا رأيهم متبعا سيرتهم، ألبس الحق بالباطل لا يردعني مثلهم لبلوغ الغاية دين وحق وضمير، إذ كنت أحسب أن