وبإمكان القارئ الكريم أن يراجع كتاب الأموال لأبي عبيد ص 224 - 227، وفتوح البلدان للبلاذري (1)، وغيرها ليرى عمر أيضا شذ عن النصوص والسنن في التقسيم والولاة وغاير فعله قوله حينما كان يقول: يجب تقديم البدريين على غيرهم، وينظر للسابقة والعلم والتقوى والمجاهدين على القاعدين، وإذا به عملا يقدم الطلقاء على صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) ويؤخر آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) ويقدم عليه كما مر ورأيت، حتى ختمها بتقديم الخلافة إلى عثمان الأموي، ولم يكن بدريا، وليست له أي ميزة وكرامة، وأخر أبا الفضائل، نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، وما خان الله ورسوله طرفة عين، ولا تنس قضيته مع أخيه عقيل حينما أتاه وهو خليفة ليقض دينه (2). كيف كلمة وأجابه، وبيده بيوت أموال المسلمين.
أين هذا من عثمان وتلاعبه؟ أين الثرا وأين الثريا؟
وقد مر ذكر هبات عثمان لآل أمية وآل بني معيط، وتعال معي إلى ما أغدقه على عبد الرحمن بن عوف الذي ولاه الخلافة ذلك الرجل الذي امتدحه عمر وقال: إن إيمانه يساوي نصف المسلمين جمعاء لترى كيف استحل هذا الصحابي أموال بيت المال التي أغدق بها عليه عثمان وكم خلف من الذهب والفضة تلك التي كنزها خلاف ما أمر الله به في الآية الشريفة (34) من سورة التوبة: * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) *.
والآية (35) من سورة التوبة: * (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) *.
ولم يحظ عبد الرحمن بن عوف من عثمان بهذا الثراء وحده، بل هناك أمثاله