وزقهم بأموال المسلمين حتى تهب عليه الأمة وتقتله، بيد أنه يعرف أن معاوية بالمرصاد وأن عهد عثمان كاف لملئه بالقوة والشهرة والمال، ولقد قال إنه كسرى العرب. ولقد كانت لهم جلسات سرية دلت عليه ثقته به ومدحه إياه رغم ما شكاه الصحابة وأخذوا عليه، وكفى أنه هدد عليا (عليه السلام) وأصحاب الشورى بمعاوية إنه بالمرصاد لهم لكي لا يختلفوا.
فكيف واليوم وقد مر هذا العهد الطويل على عثمان، وحول خزائن بيت المال إلى جيوب آل أمية وأتباعهم، فأين علي (عليه السلام) وبنو هاشم من الأصفر والأبيض والقوى التي حصل عليها الأمويون في تلك العهود الذهبية، وتوثيق صلاتهم بالأشرار لقمع الأبرار.
أهداف الشورى العمرية:
ثبت فيها استمرار عمر على استئصال أي أمنية وحق من الأمة الإسلامية لعلي (عليه السلام) وآل محمد (صلى الله عليه وآله) وكل رجاء لعلي وأهل البيت لرجوع الحق إلى نصابه، وعود الخلافة الإسلامية المحمدية إلى أصولها، ومد جذور الغصب مدا أوصله بالعصبيات والمنابزات الجاهلية، وظل في كل مرة يقول: لم تشأ قريش أن تكون النبوة والخلافة في محمد وآله، ومن يعني بقريش سواه هو وأبو بكر وأبو عبيدة، ثم رؤوس عصابات الأحزاب المشركة المنافقة التي أتى بهم لهدم المثل العليا الإسلامية وإعادة ما قضى عليه الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) بالكتاب والسنة.
ولم يكتف عمر بمناوئة آل أمية لعلي (عليه السلام) حتى أقر لهم رأسا رباه وأثبته على عهد خلافته وخلافة سلفه، وهو الذي من قبل خاب أمله بمصاهرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحسده لعلي (عليه السلام) بزواج فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والكرامات التي عهدت إلى ذريتها.
وإذ يجد عمر في علي (عليه السلام) حرصه على عدم إقامة الحق وإعادته بالقوة، فهو