فنرى عمر على أثرها يشاطر عماله أموالهم دون إقامة بينة، بل شاطر آخرين ممن ينتمون لعماله وولاته أموالهم.
هنا أخذت عليه مأخذة كبيرة، إذ كان يلزم التحقيق وإقامة البينة ومعرفة ما كانوا يملكون قبل توليتهم وبعدها، وكيف حصلوا على ما في يدهم، أهي مشروعة، أم غير مشروعة؟ فإذا هي غير مشروعة فأخذها وإعادتها لبيت المال وتعزير الخائن المتهم وعزله، وإن هو برئ، وسار طبق الكتاب والسنة فتشريفه وتعزيزه.
بيد لم نجد من هذا شئ سوى التشطير، ومن خالف فويل له من درة الخليفة.
ونراه إذ يشاطر الجميع لا يشاطر أشدهم جريمة وأعظمهم مكيدة، أمثال معاوية بن أبي سفيان الكافر، ولا يعير أهمية لا لهذا الشعر، ولا لصرخات الصحابة المقربين، من خروج معاوية على الحدود ولبسه الحرير والذهب، وقيامه بأعمال تنافي مقام مسلم (1).