وسلكه سلفه أبو بكر، وسار عليه هو أوائل خلافته من القسمة المتساوية بين جميع الأفراد والجماعات على حد سواء دون نظر إلى قريب وبعيد، وعربي وعجمي، وأسود وأبيض، وقرشي وغير قرشي، وبدري وغير بدري، وما إلى ذلك.
أما اليوم فبدأ بنظام جديد من التفاضل بين الأفراد والطبقات والقوميات، كما وجدناه في الشعوبية، وبدأ يفضل هذا على هذا، وهذه على هذه، وهؤلاء على هؤلاء (1).
فخلق بذلك، بل أعاد العصبيات والمنابزات فردا على فرد، وجماعة على جماعة، وقوما على قوم، وعنصرا على عنصر، تلك التي قضى عليها الإسلام.
وبعدها جاء ببدعة جديدة ما سبقه بها من المتقدمين ولا المتأخرين، وهو مناصفة أموال عماله وتشطيرهم، بل وتشطير من ينتمي إليهم لمحض أبيات شعرية وصلته من أبي المختار (2).