وقد مر حديثه مع المغيرة في الجزء السادس، عند الحديث عن معاوية مع المغيرة بن شعبة، إذ يقول: هذا ابن أبي كبشة يعني محمدا (صلى الله عليه وآله) يذكر اسمه كل يوم خمسة مرات وجوبا على المسلمين والله طما طما فهو يستر ما بدأ به عمر يوم هدم مسجدا صلى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطع شجرة الرضوان، ومنع من يسمي اسمه محمد، ومنع تدوين السنة، ومن يذكر حديثا، وبدأ بمخالفة النصوص.
واليوم معاوية يريد طم البقية، فهل ترى أيها القارئ الكريم بعد هذه النتائج، وهذه السلسلة من الوقائع إلا وأنها تتصل ببعضها، وأنها تعود للمؤسس الأصلي الذي غصب الخلافة المنصوص عليها من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) من علي (عليه السلام) وسلب حق بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أذاها أذى رسول الله وأذى الله، وحرق بيتها، وأسقط جنينها، وحرم ذريتها من الخمس، ومنعهم من كل شئ، وحرم الأمة من برهم وإحسانهم وعطوفتهم وإداراتهم وعدلهم ومساواتهم، فماذا بعد ذلك كله!؟
ولنعد إلى الخطبة الشقشقية لعلي (عليه السلام) ونراه كيف يأن من الشورى وقبلها السقيفة!
ففي السقيفة يقول: " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير.
ويستمر حتى يقول: فرأيت الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى الثاني بعده.
وتمثل بقول الأعشى:
شتان ما يوحى على كورها * ويوم حيان أخي جابر فيا عجبا بينا هو يستقبلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها.
إلى أن قال: