حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥٧
طريقها الصفات وخصال الأم إلى اللوح المنصوب عليها، كي يكون نسخة لاستنساخ الملكين واللوح بقرعه عليها يجلب توجههما، فيستنسخان جميع ما في اللوح مع اشتراط البداء المشير إلى أن هذه كلها على سبيل الاقتضاء دون العلية التامة، كما سيجئ التصريح به في كلام الإمام الأستاذ (قدس سره).
فالحاصل: أن للأصلاب والأرحام - سعيدة كانتا أم شقية - دخالة اقتضائية في سعادة الأولاد وشقاوتهم.
وللمحدث العارف الفيض الكاشاني (رحمه الله) بيان في المقام لا بد من نقله:
قال (قدس سره): " قرع اللوح جبهة أمه " كأنه كناية عن ظهور أحوال أمه وصفاتها وأخلاقها من ناصيتها وصورتها التي خلقت عليها، كأنها جميعا مكتوبة عليها، وإنما تستنبط الأحوال التي ينبغي أن يكون الولد عليها من ناصية أمه، ويكتب ذلك على وفق ما ثمة للمناسبة التي تكون بينه وبينها، وذلك لأن جوهر الروح إنما يفيض على البدن بحسب استعداده وقبوله إياه.
واستعداد البدن تابع لأحوال نفسي الأبوين وصفاتهما وأخلاقهما، ولا سيما الأم المربية له على وفق ما جاء به من ظهر أبيه. فناصيتها حينئذ مشتملة على أحواله الأبوية والأمية، أعني ما يناسبهما جميعا بحسب مقتضى ذاته.
و " جعل الكتاب المختوم بين عينيه " كناية عن ظهور صفاته وأخلاقه من ناصيته وصورته التي خلق عليها، وأنه عالم بها وقتئذ بعلم بارئها بها لفنائه بعد وفناء صفاته في ربه، لعدم دخوله بعد في عالم الأسباب والصفات المستعارة والاختيار المجازي، ولكنه لا يشعر بعلمه فإن الشعور بالشئ أمر والشعور بالشعور أمر آخر (الوافي، كتاب النكاح، ص 194).
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162