حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥٢
" أزيدك يا إبراهيم؟ " قلت: بلى يا بن رسول الله.
قال: * (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) *.
" أتحب أن أزيدك؟ " قلت: بلى يا بن رسول الله.
قال: * (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) * " يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات، ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات. وجلال الله ووجه الله إن هذا لمن عدله وإنصافه، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، وهو السميع العليم.
ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن؟ " قلت: بلى يا بن رسول الله.
قال: " اقرأ يا إبراهيم: * (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض) * يعني من الأرض الطيبة والأرض المنتنة * (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) *، يقول: لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته وصيامه وزكاته ونسكه، لأن الله - عز وجل - أعلم بمن اتقى منكم، فإن ذلك من قبل اللمم، وهو المزاج.
أزيدك يا إبراهيم؟ " قلت: بلى يا بن رسول الله.
قال: * (كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) * يعني أئمة الجور دون أئمة الحق * (ويحسبون أنهم مهتدون) *.
خذها إليك يا أبا إسحاق، فوالله إنه لمن غرر أحاديثنا وباطن سرائرنا ومكنون
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162