حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥١
قال: " هذا والله القضاء الفاصل والحكم القاطع والعدل البين، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون. هذا يا إبراهيم الحق من ربك فلا تكن من الممترين، هذا حكم الملكوت ".
قلت: يا بن رسول الله وما حكم الملكوت؟
قال: " حكم الله وحكم أنبيائه وقصة الخضر وموسى (عليهما السلام) حين استصحبه، ف‍ * (قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) *.
افهم يا إبراهيم اعقل! أنكر موسى على الخضر واستفظع أفعاله حتى قال له الخضر: يا موسى ما فعلته عن أمري إنما فعلته عن أمر الله - عز وجل - من هذا.
ويحك يا إبراهيم! قرآن يتلى وأخبار تؤثر عن الله - عز وجل - من ترد منها حرفا فقد كفر وأشرك ورد على الله عز وجل.
قال الليثي: فكأني لم أعقل الآيات - وأنا أقرؤها أربعين سنة - إلا ذلك اليوم، فقلت: يا بن رسول الله ما أعجب هذا؟ تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم، وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم؟
قال: " أي والله الذي لا إله إلا هو، فالق الحب وبارئ النسمة وفاطر الأرض والسماء ما أخبرتك إلا بالحق، وما أتيتك إلا بالصدق، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، وإن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله ".
قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن؟
قال: " نعم، يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن. أتحب أن أقرأ ذلك عليك؟ " قلت: بلى يا بن رسول الله.
فقال: قال الله - عز وجل - * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم...) * الآية.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162