ولا نضيع عمرنا ولا نصل اليه فنقول: يا حسرتنا على ما فرطنا فيها. (سورة الأنعام: 31) روحي وأرواح العالمين فداء لصاحب تلك النفس المقدسة الذي قال: لقد تجلى الله، لقد تجلى الله! الكلمة التي كلما كررها الإنسان، وجد منها فيضا جديدا.. لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون.
الجملة الثانية: ولكنهم لا يبصرون.. والسؤال: أنه ما دام الله تعالى قد تجلى في القرآن فلماذا لا نرى تجليه فيه؟! والجواب هنا للقرآن نفسه، لأن الكلام في هذا الموضوع للقرآن وليس لابن سينا وغير ابن سينا من الفلاسفة، فالمكان الذي يتكلم فيه جعفر بن محمد، يتطاير هؤلاء كالهباء في الهواء!
والقرآن يخبرنا أنا لا نراه لأن القرآن نفسه بصر وبصيرة، فلا بد أن نبصره ببصيرته، وهذا هو المهم والمعجزة! نحن البشر عندنا البصر أما البصيرة فهي موجودة في القرآن: هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون. (سورة الجاثية: 20) قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ. (سورة الأنعام: 104) فأين نجد تلك البصيرة التي نبصر بها التجلي الإلهي في القرآن؟
نختصر الموضوع وأرجو أن يوفقني الله تعالى أنا وأنتم لأن نجعل ما قلناه وفهمناه برنامج عمل لنا، أن يوفقنا عندما نفهم المشروط أن نعمل على تحقيق شرطه في أنفسنا!
هذه البصيرة المطلوبة تحدث عنها الله تعالى في قوله: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. (سورة آل عمران: 164) وفي دعاء إبراهيم عليه السلام للأمة الخاتمة: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم. (سورة البقرة: 129)،